على الجمعيات أن تكون مؤهلة بما يتوافق مع الدستور الجديد اعتبر أعضاء المكتب المركزي لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، أن مؤتمرها الوطني العاشر ، ينعقد في ظروف يختلف بكثير عن ظروف المؤتمرات السابقة، حيث يتميز السياق الحالي بحراك اجتماعي في العالم العربي وفي المغرب أيضا من خلال الانتفاضة الشبابية التي طالبت بإسقاط الفساد وتخليق الحياة العامة وإصلاح قطاعات الصحة والتشغيل والتعليم. وأضاف أعضاء المكتب المركزي، في لقاء صحافي نظم بالدار البيضاء، مساء أول أمس، بمناسبة انعقاد المؤتمرها العاشر الذي سيتواصل أيام 8، 9 و 10 يونيو الجاري، ببوزنيقة، تحت شعار:» الحركة الجمعوية شريك في السياسات العمومية والبناء الديمقراطي»، أن الدستور الجديد منح الجمعيات أدوارا أساسية داخل المجتمع، أهمها المساهمة في صياغة وبلورة السياسات العمومية وتقييمها وتتبعها، مما يفرض على الجمعيات، في نظر أعضاء المكتب المركزي، أن تكون مؤهلة لهذه المسؤوليات وتساهم بالتالي في بلورة الديمقراطية التشاركية بشكل مواز مع الديمقراطية التمثيلية. و نوه أعضاء المكتب المركزي خلال هذا اللقاء الصحافي بأداء كل أجهزة الجمعية، محليا، جهويا، ووطنيا، مثمنين في الوقت نفسه، الروح التطوعية والتضامنية التي واكبت حصيلة ما تم إنجازه كما أثنوا بالمناسبة على دور كل شركاء الشعلة من مؤسسات عمومية وخاصة وهيئات ومؤسسات دولية على دعمها ومساندتها لبرامج الجمعية. كما أشار أعضاء المكتب المركزي إلى ايجابية تعاطي الدولة المغربية مع مطالب الحركات الاحتجاجية للشباب خاصة حركة 20 فبراير, ومع باقي مطالب فئات وقوى الشعب المغربي انطلاقا من الخطاب الملكي لتاسع مارس، وما تلاه من خلال الدستور الجديد الهادف إلى صياغة وبناء مغرب المؤسسات الديمقراطية والحرية والشفافية ومحاربة الفساد وضمان الكرامة والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين . وجدد أعضاء المكتب المركزي مطالبتهم للدولة المغربية ومؤسساتها الحكومية والمنتخبة بتحسين الخدمات العمومية وتحديث وتوسيع شبكة مؤسسات الطفولة والشباب وتقديم الجودة في التأطير والتثقيف والتربية والترفيه، وضمان توازن انتشارها على المستوى المحلي والجهوي . واعتبر أعضاء المكتب المركزي حصيلة الشعلة لموسم 2011 في مجملها ايجابية، سواء من حيث الأداء التنظيمي والتربوي والثقافي وهي حصيلة جسدت مرجعية مبادئ وأهداف الشعلة من خلال المنجز من الأنشطة الوطنية والجهوية والمحلية المدرجة في البرنامج الوطني لسنة 2011 مشيرين إلى التفاعل الايجابي للجمعية مع متغيرات وتحولات الحراك المجتمعي المغربي الاجتماعي والثقافي والتربوي. وعن الرهانات والإستراتيجيات المطروحة على المؤتمر ، للتداول والمناقشة والمصادقة، أكد اللقاء الصحافي، على أن المؤتمر سيعمل للتأكيد على أن المشروع التربوي والثقافي للشعلة هو دينامية جمعوية منخرطة في المشروع المجتمعي التقدمي والحداثي بالمغرب ، وأن جمعية الشعلة كمكون من مكونات الحركة الجمعوية المغربية من خلال أهدافها واختياراتها داعمة ومدافعة من خلال عملها التربوي والثقافي على تحقيق دولة الحق والقانون والمؤسسات الديمقراطية والحريات، وترسيخ المشاركة الحقيقية لمختلف الفئات الاجتماعية في اتخاذ القرار وصنع السياسات، ومحاربة الفساد بكل أشكاله وترسيخ الديمقراطية وقواعد الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة والمساءلة، وحق مشاركة الحركة الجمعوية المغربية في عملية البناء الديمقراطي وإنجاز متطلبات التنمية المجتمعية الشاملة، وتمكين الشباب من المشاركة الديمقراطية في تدبير الشأن العام المحلي والجهوي والوطني، وإعمال الحقوق الطفولة والشباب وتطوير مؤسساتها. وعلى مستوى الاهتمام بقضايا الطفولة، أكد أعضاء المكتب المركزي، على خيارا ت الشعلة في الدفاع عن قضايا ومؤسسات الطفولة باعتبار الجمعية مؤسسة مساهمة في عملية التنشئة الاجتماعية، وعليه، فإن رهان الشعلة سينصب على الترافع عن قضايا وحقوق ومؤسسات الطفولة وتحديث الممارسة التربوية مع الأطفال لجعل النشاط التربوي في جميع المؤسسات أكثر انسجاما وتكاملا وبعيدا عن أي تناقض أو تعارض سواء مع مبادئ الجمعية أو توجهها، أو مع المقتضيات التربوية والأسس السيكولوجية التي يستند عليها. هذا، وتجدر الإشارة، إلى أن الجلسة الافتتاحية ستنعقد يوم الجمعة المقبل على الساعة السادسة مساء بقاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة بالرباط، بحضور حوالي 600 مؤتمرة ومؤتمر يمثلون 92 فرعا و14 جهة من عموم شبكة الجمعية، إضافة إلى عدد هام من ممثلي المجتمع المدني المغربي والعربي والأورومتوسطي، و ممثلي الحكومة والمؤسسة التشريعية، والهيآت السياسية والنقابية، ومختلف وسائل الإعلام، فيما ستقام باقي أشغال المؤتمر بالمركز الدولي مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيقة.