اعتبارات سياسية وأخرى تجارية تقف خلف الترويج للمنتوجات البنكية الجديدة أطلقت مجموعة «التجاري وفا بنك» مؤسسة تمويلية متخصصة في التمويلات البديلة أطلقت عليها اسم «دار الصفاء»، التي تعد الأولى من نوعها في المغرب بعد حصولها في ماي الماضي على ترخيص «بنك المغرب» لممارسة أنشطتها. وفي هذا الإطار، كان نور الدين الشرقاني، مدير عام الفرع الجديد، قد أعلن «أن خلق المؤسسة الجديدة، أملاه استغلال الفرص الكبيرة التي تتيحها سوق المنتوجات البديلة، وستشرع في تقديم خدماتها ابتداء من الأسبوع الجاري عبر شبكة متخصصة». ويأتي إحداث المؤسسة الجديدة، يضيف الشرقاني خلال لقاء إعلامي عقد مؤخرا للإعلان عن إطلاق الفرع الجديد، «في وقت لمسنا فيه نضج سوق التمويلات البديلة، التي رأت النور في المغرب خلال 2007، إذ تمكنا خلال الشهرين الماضيين من تحقيق نتائج توازي تلك المحققة منذ بدء العمل بهذه التمويلات، زيادة على الاستفادة من التحفيزات الضريبية التي تضمنها قانون المالية لسنة 2010، خاصة في شق خفض الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على منتوجات المشاركة والمرابحة والإجارة، فضلا عن الاستفادة من إمكانيات وآفاق هذه السوق الذي بدأت تتطور في البلدان الأوربية والخليجية وكذا بالمغرب العربي». وفي سياق متصل، قال عبد الواحد سهيل خبير اقتصادي خلال حديثه لبيان اليوم، إن طرح هذا المنتوج في هذا الوقت، يندرج في إطار حملة إشهارية ل»التجاري وفا بنك» قصد تسويق منتوجاتها، مضيفا أن هذا النوع من المنتوجات مرخص له من طرف بنك المغرب مند مدة، ولم يلق أي نجاح. وأوضح سهيل، أن هذه المنتوجات معمول بها في الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن «هناك اعتبارات سياسية لطرح مثل هذه المنتوجات». فيما اعتبر لحسن الداودي نائب الأمين العام للعدالة والتنمية، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن هذه النوع من المنتوجات أتى ليملأ الفراغ الحاصل في المغرب في هذا الإطار، مضيفا أن المنتوجات البديلة شهدت انطلاقة جيدة، حيث تم استقبال أعداد كبيرة من الملفات طلبا للمنتوج. وأكد أن طرح المنتوج البديل في هذه الظروف سيؤثر إيجابا على الرواج الاقتصادي، مشيرا إلى فئة عريضة من المغاربة تتجنب التعامل مع الأبناك الكلاسيكية. وقد خصصت «دار الصفاء» مع انطلاق خدماتها التمويلية، شبكة واسعة من الوكالات الجديدة يصل عددها إلى تسع وكالات بأكبر المدن المغربية، خاصة الدارالبيضاء بوكالتين، والرباط ومراكش وأكادير وطنجة ووجدة وفاس ومكناس، كما تضع رهن إشارة زبنائها، فريقا من الخبراء المتخصصين في مجال التمويلات البديلة، خضعوا لتكوينات في المجال على مدى الثلاثة أشهر الماضية، وذلك لمواكبتهم من أجل تحقيق مشاريعهم وتقديم حلول تمويلية تستجيب لانتظاراتهم واحتياجاتهم. كما صممت المنتوجات التمويلية التي تقترحها المؤسسة الجديدة لتستجيب وتساير متطلبات الزبناء المحتملين عبر عقود «مرابحة» اقتناء السكن والمكتب، وتمويل مختلف الحاجيات الموجهة للاستهلاك، وفي هذا الإطار تضع المؤسسة الجديدة رهن إشارة زبنائها، منتجات تمويلية جديدة تتمثل في «صفاء للعقار» الموجه للخواص والمهنيين من أجل اقتناء عقار سواء كان مكتبا أو مسكنا أو محلا تجاريا أو قطعة أرضية، و»صفاء للسيارات»، الموجه كذلك للخواص والمهنيين الراغبين في اقتناء سيارة سواء كانت جديدة أو مستعملة، و»صفاء للاستهلاك»، وهو منتوج موجه للجميع من أجل تمويل الخدمات والمنتوجات الاستهلاكية، و»صفاء للتجهيز»، المخصص لتجهيز المكتب أو البيت. ويشار إلى أن المؤسسة مستقلة 100% ويصل رأسمالها إلى 50 مليون درهم وذات تسيير ذاتي، إذ ستعتمد في تمويلها على ماليتها الخاصة والتمويل من خلال وسائل بديلة عدة، كما يتماشى عملها وبكل دقة وفق التمويل البديل كما تم تحديده من خلال دورية بنك المغرب.