أعلن أول أمس الاثنين عن إنشاء أول شركة في المغرب متخصصة في التمويلات البديلة التي تحيل على المنتوجات التي تعرف عادة ب«الحلال» أو «الإسلامية». فقد أحدث التجاري وفا بنك شركة أطلق عليها «دار الصفاء» يرأسها نور الدين الشرقاني الذي يتولى في نفس الوقت أمر «وفا إيموبيليي»، حيث حصلت الشركة الجديدة على ترخيص بنك المغرب لممارسة نشاطها الجديد. الشركة الجديدة مملوكة كلية للتجاري وفا بنك برأسمال 50 مليون درهم، غير أن الشرقاني لم يستبعد إمكانية فتح رأسمال مؤسسة القرض الجديدة أمام مساهمين جدد في المستقبل، علما أن البنك المركزي لم يستجب في السنوات الأخيرة لمساعي بعض الأبناك الإسلامية التي رامت الدخول إلى السوق المغربي، و اقتصر على هذا المستوى الترخيص للبنوك المغربية بتوفير بعض المنتوجات البديلة المتمثلة في المرابحة والإجارة و المشاركة. غير أن المنتوجات التي اعتمدتها بعض البنوك المغربية لم تلق الإقبال المنتظر بسبب ارتفاع سعرها مقارنة بالمنتوجات الكلاسيكية، إلا أن الشرقاني شدد على أن من بين الدوافع التي حرضت على تأسيس الشركة الجديدة، ذاك الانتعاش الذي عرفه الطلب على تلك المنتوجات بعد التخفيضات الضريبية التي كانت موضوعا لها بفعل مستجدات قانون مالية السنة الحالية، حيث أوضح رئيس الشركة أن التعاملات التي ارتبطت بالمنتوجات البديلة خلال الشهرين الأولين من السنة تساوي مجمل التعاملات التي أنجزت في السنتين الأخيرتين. الشرقاني استعرض بعض التجارب الدولية التي صادفت النجاح بانخراطها في تسويق المنتوجات البديلة التي عرفت إقبالا كبيرا حتى في بعض البلدان الغربية، وهو يبرر تأسيس الشركة بالرغبة في توفير فضاء للزبناء الذين لا تستهويهم المنتوجات الكلاسيكية والوصول إلى أولئك الذين يظلون خارج مجال الاستبناك، الذي لا يتعدى نسبة 47 في المائة في المغرب بعد الإعلان عن إطلاق «البريد بنك» في الشهر الماضي. «دار الصفاء» التي يرتقب، كما أوضح، أن تعرض في المستقبل منتوجات أخرى بديلة غير المرابحة والإجارة والمشاركة، شرعت اعتبارا من أمس الثلاثاء، في تسويق منتوجات تمويلية جديدة، تتمثل في صفاء للعقار وصفاء للسيارات و صفاء للتجهيز وصفاء للاستهلاك، حيث تتوجه إلى الأفراد والمهنيين على حد سواء. وتنتشر وكالات «دار الصفاء» التي تعتمد على موارد بشرية مكونة باستلهام التجارب الدولية، بمدن الدارالبيضاء والرباط ومراكش وأكادير وطنجة ووجدة وفاس ومكناس، حيث برر الشرقاني الاقتصارعلى هاته المدن في مرحلة أولى بكون المنتوجات التمويلية البديلة لا تحتاح إلى السعي إلى الزبون، كما في المنتوجات الكلاسيكية، بل إن الزبون الذي يعلم بوجودها هو الذي يبحث عنها و يسعى إلى الشركات التي تعرضها.