احتفت الدورة الأولى من مهرجان «العنصرة المتوسط» المنظم خلال الفترة من 6 إلى 8 يوليوز الجاري بالجماعة القروية قصر المجاز بإقليمالفحص أنجرة، بالرحالة المغربي ابن بطوطة. وخصص المهرجان، المنظم بتعاون بين جمعية أنجرة للتنمية والحفاظ على التراث ووكالة طنجة المتوسط للتنمية البشرية تحت شعار «طريق نحو 2040», أشغال الجامعة الصيفية للحديث عن الرحالة المغربي، الذي يعتبر رمزا لمدينة طنجة التاريخية التي انطلق منها في رحلة شملت عددا من المناطق المعروفة في العالم آنذاك. وركز المتدخلون خلال أشغال هذه الجامعة الصيفية، التي نظمت يومي الأربعاء والخميس والتي أطرها باحثون وفاعلون في المجتمع المدني منضوون تحت لواء منتدى ابن بطوطة لجمعيات طنجة، على مساهمة هذا الرحالة في إعطاء البعد الدولي لمدينة طنجة والتعريف بها عبر العالم. وفي هذا الإطار، أشار المؤرخ عبد الصمد العشاب إلى أن ابن بطوطة استطاع في ذلك الزمان المفتقر إلى الوسائل التقنية والمواصلات أن ينقل صورة واقعية عن المغرب إلى الشعوب التي زارها وأن يعرف العالم بعادات وتقاليد الأمم. وأضاف أن ابن بطوطة تمكن خلال رحلاته، التي استغرقت أزيد من 30 سنة بمعظم مناطق المشرق والمغرب، من جمع ركام من المعلومات الجغرافية والإنسانية من خلال كتابة ووصف كل ما شاهده وعاينه. ودعا المؤرخ إلى تجميع كل الكتب والمقالات التي حررت عن ابن بطوطة ورحلاته المتعددة بكل اللغات في سبيل إحداث متحف أو ناد عن هذه التجربة التي قادت الرحالة لتبوء مكانة «أمير الرحالة المسلمين»، حسب جامعة كامبردج. واقترح عدد من المتدخلين خلال أشغال الجامعة الصيفية، التي حضر حفل انطلاقها عامل إقليمالفحص أنجرة السيد محمد بنريباك وفعاليات محلية وممثلو المجتمع المدني، تخصيص يوم عالمي، يصادف انطلاق رحلة ابن بطوطة من مدينة طنجة، لهذا الرحالة، الذي ساهمت أسفاره ومشاهداته في التقريب بين الشعوب، وإطلاق اسمه على أحد الشوارع الكبرى بمدينة طنجة ووضع نصب تذكاري له. ويهدف مهرجان «العنصرة المتوسط» إلى المزج بين التكوين والتأطير والتنشيط والتثقيف من خلال مجموعة من الفعاليات لتنشيط مجال إقليمالفحص أنجرة وخصوصا بالقرب من الشواطئ الممتدة بين القصر الصغير والقصر المجاز. كما يروم المهرجان التعريف بالمنطقة ومؤهلاتها الطبيعية والبشرية والمساهمة في خلق ثقافة التضامن الإنساني وترسيخ قيم التربية على المواطنة والنهوض بالوضعية الاجتماعية لساكنة المنطقة، عبر تنظيم معرض للمنتجات المجالية الطبيعية والتقليدية وتسويقها. وعلى مستوى التنشيط، تم تنظيم مجموعة من السهرات والعروض الموسيقية المحلية لمجموعات موسيقية متخصصة في العيطة الجبلية وفرق الرقص الشعبي «الحصادة»، بالإضافة إلى التعريف بالمواهب الفنية المحلية. وتصادف «العنصرة» اليوم السابع من يوليوز، وهي من بين منازل التوقيت الفلاحي وتؤذن بانطلاق عملية جمع المحصول والحصاد، ويحمل هذا التوقيت أسماء مغايرة في مناطق أخرى من قبيل «الثويزة» و«اللامة» و«ماطا».