قدمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بالرباط، طبعتين جديدتين لمؤلفي «النقد الذاتي» و»الحركات الاستقلالية في المغرب العربي» للمفكر المرحوم علال الفاسي. وبادرت المندوبية إلى إعادة طبع هذين المؤلفين بتنسيق مع مؤسسة علال الفاسي، إسهاما منها في إشاعة ثقافة الوطنية الخالصة وصيانة الذاكرة التاريخية، والحفاظ على التراث النضالي والفكري والتعريف بصفحات التاريخ الوطني والعمل على إغنائه. وفي كلمة بالمناسبة، أوضح المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري أن كتاب «النقد الذاتي»، الذي يقع في 453 صفحة، «ظل إلى اليوم مرجعا وازنا ومتميزا بما يطرحه من قضايا لها راهنتيها في الواقع، وبما يشع به من إضاءات نابعة من صلب المجتمع المغربي تناولها العلامة علال الفاسي بمنهجية النقد البناء والبحث العلمي الرصين». وبخصوص كتاب «الحركات استقلالية في المغرب العربي»، الذي يتألف من 467 صفحة، أبرز السيد الكثيري خلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة نخبة من المفكرين والأساتذة الجامعيين، أن هذا الكتاب يعتبر من أهم المصادر التاريخية لكل باحث في الحركات السياسية والتحررية المغاربية إبان فترة الاحتلال الأجنبي. وذكر بأن كتابة هذا المؤلف جاءت استجابة لنداء الدائرة الثقافية لجامعة الدول العربية بوصفها الموجه للكتاب والأدباء والسياسيين العرب بشأن إعداد دراسات تتناول أوضاع الأمة في أربعينيات القرن الماضي. من جانبه، اعتبر الأستاذ محمد العربي المساري، خلال تقديمه لقراءة في كتاب «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي»، أن أهمية هذا الكتاب تكمن في حرصه على جعل المشارقة يدركون تميز منطقة المغرب العربي على امتدادي الزمن والمجال, وهي خصوصية جعلت لبلدانها نشاطا غزيرا في المتوسط وعمقا في إفريقيا. بدوره، قال الأستاذ الجامعي عبد العالي حامي الدين في قراءة لكتاب «النقد الذاتي» إن علال الفاسي عبر في هذا الكتاب، بالأساس، عن إعجابه بالنجاح الذي حققته التجربة الإنجليزية في المحافظة على الملكية، «باعتبارها أم المؤسسات والتاج الأصيل على رأس قمة الهرم السياسي, كما استمرت رمزا للوحدة الوطنية وتجسيدا لآمال الأمة وطموحاتها المشتركة».