تحتضن مدينة تطوان يوم أمس الخميس معرضا يضم إبداعات فنانين شباب من الأندلس وشمال المغرب فازوا بمسابقة الإبداع الفني عبر الحدود نظمت في مارس الماضي بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط. وعلم لدى المنظمين أن هذا المعرض الذي سبق أن احتضنته مدينة إشبيلية (جنوبإسبانيا) سينظم إلى غاية يوم 14 يونيو القادم بقاعة المكي امغارة في مقر المكتبة العامة والمحفوظات في تطوان. وأفاد بلاغ لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط التي يوجد مقرها بمدينة إشبيلية توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد بنسخة منه بأن هذا المعرض يتضمن عرض ستين من الأعمال الفنية لمجموعة من الفنانين بضفتي جبل طارق تم اختيارهم خلال مسابقة نظمت بكل من مدينتي تطوان واشبيلية يوم 17 مارس الماضي. وكانت لجنة التحكيم تضم كلا من الفنانين التشكيليين المغربي أحمد بنيسف والاسباني أنطونيو أغودو. وقد تم تنظيم هذه المسابقة في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية التي يتضمنها برنامج طموح إسباني مغربي للإبداع الفني بين ضفتي مضيق جبل طارق يمتد على مدى سنتي 2012 و2013. وحسب مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط فإن هذه السلسلة تنظم في إطار مشروع (الإبداع الفني بين الأندلس والمغرب بأهداف اجتماعية) يندرج في إطار «برنامج التعاون عبر الحدود إسبانيا– الحدود الخارجية» (2008– 2013) الممول من قبل الصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية. وقد تم وضع هذا المشروع الثقافي بمساعدة عدد من المؤسسات الثقافية بكل من الأندلس وشمال المغرب من بينها كليات الفنون الجميلة في كل من مالقة وغرناطة واشبيلية ومركز الفن المعاصر في مالقة ومتحف بيكاسو والمعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان. ويتوخى هذا البرنامج الثقافي تشجيع الفن والنهوض بالتبادل في مجال المعرفة والخبرات في تدبير المبادرات الفنية وتثمين القدرات الإبداعية والفنية من خلال تعزيز تكوين ومشاركة الطلاب في مختلف الأنشطة الفنية كالمعارض المتنقلة ومنتديات النقاش حول الفن والإبداع الفني. ويتمحور مشروع (الإبداع الفني بين الأندلس والمغرب بأهداف اجتماعية) الذي يتضمن تنظيم العديد من الأنشطة خلال سنتي 2012 و2013 في كل من الأندلس وشمال المغرب حول أربعة برامج فرعية تهم (إبداع: لقاءات) و(إبداع: تبادل) و(إبداع: معارض) و(إبداع: تدخلات حول المناظر الطبيعية). وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في اشبيلية منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التقارب والتواصل والتفاهم المشترك بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.