هل تدرك فعاليات الجهة قيمة الإنجاز وتدعم الفريق ليساير الاحتراف؟ استرجع الرجاء الملالي مجدا ضائعا بتحقيق الصعود والرجوع إلى القسم الأول، مكانه الطبيعي، ويأتي هذا الإنجاز قبل انتهاء الموسم الرياضي وبعد سنوات تحمل فيها الفريق الهلالي متاعب كثيرة في القسم الثاني وفي مجموعة الهواة... وعاش سنوات ظهر فيها مثقلا بالهموم والمشاكل... وفريق رجاء بني ملال المتألق اليوم في دوري القسم الثاني لم يولد من عدم وقع الميلاد في فجر الإستقلال بفضل مجموعة من أبناء الأطلس... وكان ذلك في موسم 1955-1956 حيث تحرك مسيرو فريقي مولودية بني ملال واتحاد بني ملال واتفقوا على إدماج المؤسستين في واحدة وجمع الشمل. وتمت الولادة بمساهمة المؤسسين عبد اللطيف المسفيوي- كبور- أحمد حمداني- محمد رياض- حسن – بن بركة محمد- العربي بنزاكور الحيمر- الصديقي حسن- صالح بنقدور وغيرهم من شباب المدينة المشبعين بقيم الوطنية. وبعد موسم واحد في القسم الشرفي صعد فريق رجاء بني ملال إلى القسم الثاني بالفوز على فريق يوسفية برشيد بهدفين لواحد في مباراة السد- وفي موسم 1965-1966 صعد الفريق إلى القسم الأول وعاش واحدة من أجمل ذكرياته في مساره التاريخي حيث وقع الانجاز بانتصار حققه في مدينة الصويرة، وصادف الحدث زيارة ملكية إلى بني ملال وحضي اللاعبون ومؤطروهم باستقبال من لدن المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بشلال عين أسردون. ولم يقوا الفريق الملالي على الصعود والحفاظ على مكانه بين الكبار وكتب له النزول إلى القسم الثاني عدة مرات، وانزلق في مناسبة إلى قسم الهواة. وبقيت محطات مشرقة تترجم قيمته الحقيقية وقدرته على تسجيل الحضور في الصفوة. في أول موسم له في القسم الأول احتل الرجاء الملالي الرتبة الخامسة عشر بتحقيق ست انتصارات وأربعة عشر تعادلا وعشرة هزائم ووقع ثلاثة وثلاثين هدفا مقابل أربعين استقبلتها شباكة، ونزل إلى قسم الثاني ليعود في موسم 68-69- وينتزع لقب البطولة الوطنية في موسم 1973-1974 حيث أنهى منافسات الدوري الوطني في الرتبة الأولى برصيد 66 نقطة من عشر انتصارات، ووقع لاعبوه سبعة وعشرين هدفا مقابل استقبال إحدى وعشرين. وجاء الإنجاز بتشكيلة تضم مواهب وطاقات متميزة في ذاك الزمان: الحبيب – حسن- قداري – باباي- مازي- الولد2 – بوعالم- جرديني- عليبو- سفير. وكان يؤطر الفريق المدرب الراحل عبد القادر الخميري، بلغ الفريق نصف نهاية كأس العرش في مناسبتين في سنة 1965 واجه فريق الرجاء وانهزم أمامه (0-1) وفي سنة 1971 نازل فريق الجيش الملكي وانهزم أمامه بضربات الترجيح (8-6) بعد التعادل في عمر اللقاء (1-1). وشارك فريق رجاء بني ملال في منافسات كأس محمد الخامس في نسختها الحادية عشرة إثر فوزه بلقب البطولة، ونازل في غشت سنة 1974 فريقين بينارول (الأوروغواي) في نصف النهاية وانهزم (3-0) وفي لقاء الترتيب انهزم أمام فيرنك فاروس (هنغاريا) (5-1) واحتل الرتبة الرابعة وسجل الحضور بتركيبة بشرية تألقت في تلك الفترة: الحبيب- القداري- نجاح- عزام- بنان- مازي- مجد- الولد2 – سفير و المدرب الحاج عبد القادر الحميري. كما شارك الفريق في نفس السنة في دوري كأس المغرب العربي للأندية البطلة في نسخته السادسة في الدارالبيضاء. وانتصر رجاء بني ملال على الترجي التونسي في نصف النهاية (3-2) وانهزم في لقاء النهاية أمام النادي الإفريقي التونسي (2-0) وحل ثانيا في الدورية. وعاش الفريق الملالي مراحل هامة في مساره، كما تعثر في عدة محطات عاش فيها هزات عنيفة... ورغم ذلك استمر في الحياة بفضل أبنائه، وقد تعاقب على رئاسته مجموعة من الرجال أبناء الأطلس منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وفي مقدمتهم الرئيس والمؤسس عبد اللطيف المسفيوي – محمد الشيشاوي – الجيلالي العسري وابنه- الدكتور الزعري- الحاج محمد العلمي- الأستاذ عبد الرحمن لبدك- محمد عزيزي الصنهاجي- عبد الحق المنوني- الدكتور أوشريف- الحسن بنحمو (في فترة وجيزة). وأعطى الفريق أسماء بصمت تاريخه وصنعت أمجاده وعززت المنتخب الوطني ومنهم من انتقل إلى الإحتراف، ومن بينهم اللاعب «عشيبات» الذي توجه هدفا للدوري الوطني بالقسم الأول في موسم 1978-1979 موقعا سبعة عشر هدفا. ويعود الرجاء الملالي اليوم إلى مكانه الطبيعي في زمن الإحتراف بعد أن راهن رفقة المدرب يوسف فرتوت على الحفاظ على البقاء في القسم الثاني وحقق الصعود. فهل تدرك فعاليات الجهة قيمة الإنجاز وتدعم الفريق ليعيش حياة الاحتراف أم ستتركه وشأنه، ليستمر في التعثر، الرجاء الملالي في مؤسسة تربوية رياضية تمثل جهة، فهل من مشاريع للحفاظ على الأمجاد؟؟