نشرت بعض الصحف الوطنية لائحة أولية للمنتخب الوطني الأول من أربعين لاعبا، لمبارتي غامبيا والكوت ديفوار برسم التصفيات الإفريقيا المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، والتي ستدخل ابتداء من يوم 21 ماي الجاري في معسكر مغلق بمدينة مراكش. وكما هي العادة لم ينشر الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذه اللائحة، لتطرح العديد من علامات استفهام حول الجهة التي تقوم بتسريب لوائح المنتخبات الوطنية، علما بأن الناخب الوطني إيريك غيريتس اشتكى في أكثر من مرة إلى رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، من الجهات التي تقف وراء تسريب مثل هذه الأخبار لوسائل الإعلام. والسؤال بسيط، هو أن جامعة كرة القدم لا تؤمن بمسألة التواصل، حيث يعمد بعض الأعضاء الجامعيين إلى القيام بمد بعض الصحف المفضلة لديهم بمثل هذه الأخبار التي تهم الفريق الوطني، وهذا في غياب ناطق رسمي للجامعة رغم التغيير الذي طال هذا المنصب، لكن ظل الوضع على ما هو عليه، حيث تعود آخر خرجة إعلامية للناطق الرسمي الجديد إلى السنة الماضية بعد تصريحه «الشهير» أن الجمع العام للجامعة سيقام في شهر مارس الماضي، إلا أنه منذ ذلك الحين سكت الناطق الرسمي عن الكلام ولم يظهر له وجود إلا خلال سفريات الفريق الوطني.. بناء على كل هذا يبدو أن غضب غيريتس منطقي مادام أن بعض الأعضاء الجامعيين لايؤدون وظيفتهم على الوجه المطلوب، وأن البعض يحاول أن يتدخل في أمور بعيدة عن اختصاصاته، وأن المدرب البلجيكي اعتاد عقد ندوات صحفية منذ التحاقه بالفريق الوطني للإعلان عن لائحة الفريق الوطني كلما اقتضى الأمر بخوض مباراة رسمية أو ودية. غيريتس سبق أن وجه انتقاداته إلى العضو الجامعي أحمد غيبي، باعتبار أنه من وراء تسريب لائحة الفريق الوطني، وأن نشرها قد يخلق بعض المشاكل داخل الأندية، وبالتالي يثير بعض الجدل حول الأسماء التي لها الحق في حمل القميص الوطني، والتي لاتستحق هذا التشريف. نقطة أخرى أثارت غضب غيريتس تتعلق بأجندة المباريات الودية للفريق الوطني، حيث عبر الناخب الوطني أنه الوحيد المخول له اختيار المنتخبات التي يواجهها دون وصاية من أحد، لأنه يفضل تعاملا يطبعه الوضوح والشفافية في اختيار المباريات الودية التي تناسب أسود الأطلس. هذا وقد أكد غيريتس أنه لن يتنازل فيما بعد عن حقه في اختيار أي فريق ليخوض معه مباراة ودية، وانه وحده من له الحق في اختيار المنتخب الذي سيفيده دون أن يتدخل أي أحد في عملية الإختيار التي غالبا ما يكون مآلها الفشل كما حدث بالنسبة للمباراة التي ألغيت أمام منتخب غينيا. وشهد العام الحالي فشل إقامة أربع مباريات من حجم كبير للمنتخب المغربي أمام منتخبات زامبيا بطل النسخة الأخيرة لكأس أمم أفريقيا 2012 وغانا وألمانيا وغينيا مؤخرا. علما أن المواجهة الودية التي كانت مقررة بين المنتخبين المغربي والألماني خلال شهر فبراير الماضي، ألغيت هي الأخرى دون تحديد الأسباب رغم أن غيرتس كان على ثقة من إقامة هذه المباراة الكبيرة الحجم خصوصا أنه تجمعه بمدرب «المانشافت» يواكين لوف علاقة صداقة. يظهر من هذا كله أن هناك أشخاص مازالوا يحكمون قبضتهم الحديدية على جامعة كرة القدم، مستغلين في ذلك الإنشغالات المهنية للرئيس، مما يثير بعض المشاكل والإصطدامات بين بعض الأعضاء الجامعيين ومدربي المنتخبات الوطنية، مثل الأحداث التي شهدتها التصفيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن بين الناطق الرسمي للجامعة ومدرب الفريق الوطني الاولمبي بيم فيربيك، والذي تطور على حد الإشتباك بالأيدي.. خلاصة القول أن الجامعة مطالبة بالكف عن العديد من العادات السيئة التي ورثتها عن سابقاتها، باعتبار أن الإنتقال إلى الإحتراف الحقيقي رهين بالتأقلم مع نسائم رياح التغيير التي يشهدها المشهد الكروي في العديد من بلدان العالم، وأن غير ذلك سيحتم علينا أن نعيش في دوامة «عدي باش ما كين».