إبراز الخصائص التي تطبع عددا من المناطق التي تعيش إشكالية ندرة المياه تتواصل منذ أول أمس الخميس، بمكناس أشغال المناظرة الدولية الثانية حول «تدبير الموارد المائية والمحافظة عليها» التي ستسلط الضوء على الوضعية الحالية لهذه الموارد وتقديم حلول وتوصيات كفيلة بمعالجة الإشكالات المطروحة في هذا المجال. وينكب خبراء مغاربة وأجانب خلال هذه المناظرة العلمية المنظمة تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، بمبادرة من جامعة مولاي إسماعيل وكلية العلوم من خلال فريق البحث «تدبير وتنمية الموارد الطبيعية»، على تحيين المعلومات وعرض الأبحاث المنجزة في ميادين التدبير والمحافظة على الموارد المائية. وتميزت الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على أهمية المناظرة التي تأتي في ظرفية دقيقة تشهد تراجعا في الثروات المائية وندرتها وعدم تطابق مؤشرات كمية الاستهلاك الضروري للفرد مع المؤشرات الدولية، خاصة في بلدان المغرب العربي ودول إفريقيا، علما أن الندرة تتفاقم سنة بعد أخرى مع النمو الديمغرافي وتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية في أنشطة إنسانية جديدة. وتسعى المناظرة أيضا إلى إبراز الخصائص الديمغرافية والجغرافية والبيئية التي تطبع عددا من المناطق التي تعيش إشكالية ندرة المياه من خلال الأبحاث والدراسات المنجزة في هذا الإطار. ومن ضمن الأهداف الأخرى التي سطرها المنظمون للمناظرة، حسب أحمد لبريهي رئيس جامعة مولاي إسماعيل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء- تعزيز وتقوية التعاون بين الباحثين الجامعيين وبين الخبراء المختصين في مختلف المجالات المرتبطة بالماء والانعكاسات التي قد تخلفها ندرته، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات. وأضاف أن اللقاء يروم أيضا استنباط الأهداف العلمية ذات الأولوية الكفيلة بتنفيذ الاستراتيجيات الجديدة للتنمية المستدامة وتطوير مجالات دراسة الموارد المائية. وأوضح أن تحديد الوضعية المائية وتتبع تطوراتها بات من القضايا الضرورية لتمكين الجامعة من الانخراط أكثر في البحث عن حلول ناجعة لتدبيرها ومواجهة جميع أشكال الهدر الذي تتعرض له الثروات المائية بوسائل علمية يتدخل فيها النظام الإيكولوجي، والجانب الفزيائي وقياس التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يخلفها النقص في الماء لدى الساكنة. وستتناول أشغال المناظرة عددا من المحاور تهم «جودة المياه: التلوث والمعالجة»، و»الإيكولوجيا والنظم البيئية المائية» و»الموارد المائية والتنمية المستدامة»، و»التغيرات المناخية والموارد المائية»، و»تدبير واقتصاد الماء» و»الماء والصحة والبيئة». ويشارك في اللقاء، عدد هام من الباحثين والخبراء خاصة من المغرب والجزائر وتونس، وموريتانيا، وكوت ديفوار، وبوركينافاصو، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وفنلندا.