احتضنت المدرسة المحمدية للمهندسين قبل أيام لقاء عرف مشاركة عدد من الخبراء في الحقل الأكاديمي والعلمي والبحث في مجال الماء لتأسيس وإعطاء انطلاقة عمل المركز الجهوي للماء للدراسات والتكوين والبحوث. وتأتي هذه المبادرة في إطار برنامج دعم جديد يمتد للفترة بين أكتوبر 2010 وأكتوبر 2013 في سياق الشراكة الأوروبية المغاربية وعبر نسخة جديدة من برنامج «طومبوس واتر». ويهتم هذا البرنامج الذي يهدف إلى تحقيق التقارب والتكامل شمال جنوب وأيضا جنوب جنوب دول المغرب وهولندة واليونان وبلجيكا وإسبانيا والجزائر وتونس. وقال رئيس جامعة محمد الخامس أكدال في كلمة بالمناسبة إن الجامعة اهتمت منذ تأسيسها بالماء وحماية البيئة وما يتصل بترشيد وتثمين استعمال الماء نظرا لمكانته كعامل في التنمية الاقتصادية ودوره الحيوي الذي يزداد بروزا في مجالات الطاقة والسياحة والأنشطة الفلاحية، مضيفا ضرورة إعلان حرب على الإسراف والتهديد الذي يطال الفرشة المائية مما يحتم حصر الاستهلاك وفق الموارد المتوفرة. وقال إن التاريخ يثبت أن المجاري المائية كانت وسيلة للتواصل ويجب أن تبقى فضاء للتلاقي وليس للاختلاف والمنازعة. وذكر بالمسالك الخاصة بالتحصيل والبحث في مجال الماء بكل من الجامعة والمدرسة المحمدية للمهندسين والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمعهد العلمي، وانخراط الجيولوجيين والمهندسين والفيزيائيين والكيميائيين بكل المناحي التي تتعلق بالماء مما يحتم عليهم بذل المزيد من الجهود فيما يخص التطهير والماء الشروب وتقنيات الري والربط بشبكة الماء. أما مدير تكوين الأطر فقد أكد أن إطلاق عمل المركز الجهوي للماء فرصة كبيرة ومبادرة جد محمودة لتعميق البحث في مجال الموارد المائية والإشكاليات المتصلة بها في انسجام مع الاستراتيجية المغاربية حول الماء، مبرزا المكانة المحورية للماء في النظام الإيكولوجي، ولا أدل على ذلك انخراط المنتظم الدولي بشماله وجنوبه في تسوية المشاكل المطروحة في مجال تدبير الماء لتلبية حاجيات الإنسان اليومية والكبيرة وذلك في ظل أزمة عالمية أبرزت على الواجهة نزاعات حول الفضاءات الزرقاء، ودعا إلى ضرورة تبادل الخبرات والمعارف في هذا المجال وخاصة بين أقسام البحث العلمي والمؤسسات الأكاديمية وفي مقدمتها جامعة فاخننغن الهولندية في شخص الأكاديمية إيفا ويتسما لاكا والأستاذ عبد القادر العربي رئيس المختبر بشعبة الهندسة المدنية بالمدرسة المحمدية للمهندسين والحاصل على جائزة دولية من السعودية نظير أبحاثه في مجال الماء. أما ممثل الإيسيسكو فقد أوضح أن هذا الإجتماع يناقش مشكلة تتقاسم انشغالها كل الشعوب وخاصة المنطقة المغاربية التي تتميز بمناطق جافة وشبه جافة خاصيتها ندرة التساقطات ونبه إلى أن النقاش عادة ما ينصب على الأحواض المشتركة والنزاعات والمياه السطحية، في حين يتم تغافل تدبير الإنسان وتقصيره في تعامله مع الماء الذي يحتل نسبة مهمة تكفي الجميع. ودعا إلى ضرورة إشاعة استخدام التقنيات الحديثة والمقتصدة للماء والطاقة النظيفة خاصة وأن تقريرا أخيرا عن التصحر في الوطن العربي يقدم توضيحا قاتما عن المستقبل. إلى ذلك أوضح نائب مدير المدرسة المحمدية للمهندسين في كلمة ألقاها بالنيابة عن مدير المؤسسة أن إنشاء هذا المركز ينخرط وفق انشغال المدرسة والجامعة لكون مشكل الماء ينوء بحمولة محلية وجهوية وعالمية، الشيء الذي يستوجب تدبير الماء وفق المقاربة المستدامة، وهو شق ثقيل نظرا للتدخل غير المتوازن للإنسان وغياب الانخراط الجماعي في حماية الثروات المائية لأجل الأجيال الحالية والآتية ، وأشار إلى ضرورة التوعية بالتدبير الزماني والمكاني للماء لأهميته في الدورة الاقتصادية بل والحياتية، وقال إن سياسة السدود لأجل تعبئة مياه الشرب ورفع المساحات المسقية وحماية المياه التقليدية وغير التقليدية ساهمت في تجاوز عدد من المعضلات التي حلت بدول تعاني اليوم الخصاص في الماء، حيث خص المغرب الماء بقطاع وزاري وبوكالات أحواض ومؤسسات شبه عمومية للارتقاء باستخدام الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة في الماء ، وفي هذا الإطار تنخرط المدرسة المحمدية للمهندسين عبر منشورات وأبحاث في مجال الماء.