احتضنت مدينة الرباط يومي 3 و 4 ماي الجاري المؤتمر الأول لعلم الصيدلة، وذلك بمبادرة من الجمعية المغربية لعلم الصيدلة وبشراكة مع جامعة محمد الخامس السويسي وكلية الطب والصيدلة. المؤتمر عرف مشاركة باحثين واختصاصيين ناقشوا المعطيات المتعلقة باستعمال وكذا خصوصيات الأدوية المطروحة في السوق، إضافة إلى العديد من المواضيع الأخرى، ذات الصلة بالأوجه الصيدلية والاقتصادية للأدوية والترويج للطب التقليدي والأدوية الجنيسة والدراسات البيولوجية المماثلة. كما شكل المؤتمر مناسبة أيضا للتداول بخصوص الأدوية المنتجة عبر البيو- تكنولوجيا واستعمالها في معالجة العديد من الأمراض الخطير، كالسرطان والروماتيزم. وفي هذا السياق أوصى المشاركون في المؤتمر، في إطار إمكانية الولوج للأدوية البيو-تكنولوجيا، بضرورة ترجمة الحق في الحصول على العلاج إلى الولوج إلى العلاجات المبتكرة، بما في ذلك الأدوية الناتجة عن التكنولوجيا الحيوية. إذ بفضل الإسهامات العلاجية، تمكن هذه الأدوية ليس فقط من تحسن كبير في تشخيص العديد من الأمراض المستعصية، ولكن أيضا من تحسين جودة حياة المريض. ولذلك دعا المشاركون إلى مواصلة نظام التغطية الطبية الحالية لجهوده من أجل ضمان تكفل شامل لهذا النوع من العلاجات. كما دعوا إلى تنظيم تسويق الأدوية البيو-مماثلة التي يكتسي توافرها في سوق الدواء المغربي أهمية كبرى، شريطة أن تستوفي هذه الأدوية للمعايير الدولية للإنتاج. واعتبروا أن هناك ضرورة ملحة ومستعجلة لوضع نظام ملائم في المغرب لتسجيل هذه الأدوية بهدف ضمان جودتها العلاجية والسريرية على حد سواء. وأوصى المشاركون كذلك بأهمية تشجيع الدراسات الصيدلية الاقتصادية من قبل السلطات المعنية، وذلك من أجل تحسين إدارة موارد العلاج في المغرب، لما يشكل هذا النوع من الإجراءات من أهمية خاصة في أفق وضع سياسة الدواء الفعال. من جهة أخرى، اعتبر المشاركون أن تطوير طب الأعشاب في المغرب مع ترخيص التسويق في المغرب وفقا لمتطلبات منظمة الصحة العالمية، سيكون الوسيلة الأفضل لتقييم إثراء مواردنا الطبيعية والمخزون المتوفر لنتائج الأبحاث التي أجريت من قبل الباحثين المغاربة في هذا المجال. داعين في هذا الصدد إلى تشجيع تطوير مثل هذه الأدوية، في إطار صناعات المستحضرات الطبية، للسماح بتسويقها بالطرق الملائمة. يذكر أن الجمعية المغربية لعلم الصيدلة، التي تأسست في سنة 2009، والمكونة من اختصاصيين في علم الصيدلة، تسعى لكي تكون فضاء للالتقاء بين مهنيي القطاع لدعم البحث بخصوص علم الصيدلة، ويندرج تنظيمها لهذا المؤتمر في إطار مخطط عملها برسم السنة الجارية.