أكد أمين سر هيئة الوفاق الفلسطيني، جميل جمعة سلامة أن الهيئة تسعى لتوظيف التجربة الفريدة عربيا لهيئة الإنصاف المصالحة المغربية من أجل تحقيق المصالحة المجتمعية والوحدة الوطنية في فلسطين. وقال سلامة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في إطار زيارة يقوم بها للمغرب، بدعوة من رابطة النقابات المغربية المتحدة، إن هيئة الوفاق استعرضت في مؤتمر نظمته مؤخرا، حول آليات تطبيق المصالحة المجتمعية بإسهاب أمام مختلف القوى الفلسطينية، وعلى رأسها حركتي فتح وحماس، تجربة المغرب الذي «استبق الربيع العربي مبكرا بتشكيل هيئة الإنصاف المصالحة لمعالجة آثار سنوات الرصاص». وأضاف أن التجربة المغربية، التي اطلع عليها وفد من هيئة الوفاق ميدانيا في زيارة سابقة للمغرب، تقوم على أرقى المعايير الدولية للعدالة الانتقالية ومكنت من معالجة العديد من الملفات عبر الإدماج المجتمعي لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وذويهم وتوفير الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية لهم ووقف الانتهاكات وتصحيح العديد من المظالم. ويبرز سلامة أن الشعب الفلسطيني، كان سباقا في التبشير بالربيع العربي حيث كان من أولى البلدان التي شهدت انتخابات حرة ونزيهة في المنطقة العربية منذ 2006، إلا أن هذه التجربة أجهضت في مهدها نتيجة الانقسام الداخلي والتصادم المسلح بين مقاتلي فتح وحماس، مما أسفر عن سقوط العشرات وإصابة المئات من الفلسطينيين وحرق ممتلكات عامة وخاصة. وجاءت فكرة تأسيس هيئة الوفاق، التي تضم ممثلي مختلف القوى السياسية ممن يؤمنون بالحوار والوفاق والوحدة، لتصحيح هذا المسار الخاطئ وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الشراكة السياسية والتنوع في إطار التكامل من أجل وحدة الوطن والشعب وإنجاز مشروع التحرير، حسب سلامة. وأوضح سلامة أن الهيئة قدمت مشروع نظام دستوري جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية يكون بمثابة عقد اجتماعي وسياسي يحتكم إليه الفرقاء، إلى جانب خطة متكاملة للمصالحة المجتمعية في فلسطين ولمعالجة آثار الانقسام والصدام على مستوى ملفات القتلى والجرحى والخسائر في الممتلكات العامة والخاصة. كما وضعت الهيئة، يضيف أمين سرها، خطة لتأسيس مجلس دستوري في فلسطين كفضاء سياسي يشكل مرجعية قانونية وحضارية لفض الخلافات بين القوى السياسية الفلسطينية والسلطات الفلسطينية ومختلف مؤسساتها الدستورية المختلفة لتفادي تكرار ماضي الانقسام الأليم الذي يسيء لصورة النضال الفلسطيني عبر العالم. وأشار سلامة أيضا إلى تقديم خطة لانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يشكل برلمان منظمة التحرير، بما يضمن تمثيلية الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم داخل الوطن وخارجه بغية حل أزمة الشرعية التمثيلية التي يتنازعها اليوم بالخصوص الفصيلان الرئيسيان في الساحة فتح وحماس. وتعمل الهيئة كذلك على بث خطاب الوحدة والوفاق وتقبل الرأي والرأي المخالف والحد من شعارات الإقصاء والصراع الإيديولوجي في مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية لإنجاز مشروع سياسي مشترك للفلسطينيين في ظل الوحدة الوطنية يركز اهتمامه على محاربة العدو الإسرائيلي، حسب سلامة. ويؤكد أمين سر الهيئة في هذا السياق، أن مشروع التحرر الوطني الفلسطيني لن ينجح في ظل الانقسام الراهن باعتباره هدية مجانية للعدو الذي طالما طبق سياسة فرق تسد ويعتبر وحدة الفلسطينيين خطرا، معتبرا تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية «فريضة شرعية وواجبا وطنيا وسياسيا والمدخل لإنجاز مشروع التحرير ومجابهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد المدينة المقدسة وتوسيع نطاق الاستيطان». ويشدد سلامة على حرص الهيئة على التواصل مع القوى السياسية الفلسطينية لترسيخ الفكر الوفاقي ليصبح قناعات راسخة سواء لدى نخبها أو قواعدها، قائلا «نطمح، كما قدمنا للشعوب الأخرى نموذج الثورة من أجل التحرر، أن نقدم نموذجا متميزا في الحوار الوطني الداخلي وطي صفحة الانقسام». ويعتبر أمين سر الهيئة أن إشكالية الشراكة السياسية بين القوى الوطنية والإسلامية مطروحة اليوم في كافة البلدان العربية وليس فقط في فلسطين، قائلا إنه يؤيد فكرة تنظيم مؤتمر على المستوى العربي والإسلامي لإرساء التوافق والتكامل والحوار بين هذه القوى بدل التعارض الذي يعطل التنمية ويؤدي لاحتقان المجتمعات العربية.