اطلع وفد من هيئة الوفاق الفلسطيني، يزور حاليا المغرب، أول أمس الخميس، بالرباط، على منجزات وكالة بيت مال القدس الشريف، والبرامج التي تنفذها لحماية المدينة المقدسة ودعم صمود سكانها. وتابع الوفد، الذي استقبله المدير العام للوكالة، عبد الكبير العلوي المدغري، عرضا حول المشاريع التي أنجزتها الوكالة خلال سنة 2010، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 12 مليون دولار في مجالات الصحة والتعليم والإعمار والشؤون الاجتماعية، إلى جانب المشاريع المعتمدة برسم البرنامج العام 2011، حيث تمكنت الوكالة، إلى حدود 31 يوليوز الماضي، من اعتماد ثمانية ملايين دولار من مجموع 30 مليون دولار المبرمجة. وأوضح مدير الشؤون العامة والإعلام والمعلوميات بالوكالة، محمد سالم الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوكالة أطلعت أعضاء الوفد على مجالات اهتمامها، التي تأتي تنفيذا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للاعتناء بالقطاعات الاجتماعية عبر إنجاز مشاريع يعود أثرها المباشر والملموس على المقدسيين. وأضاف أن الوكالة قدمت لوفد الهيئة أوجه نشاطها الميداني، وحضورها الفعلي بين المقدسين ومؤسساتهم، مبرزا أنها تعمل على تطوير أداء المؤسسات المقدسية على الأرض، وتجسيد هذا العمق العملي لمشاريعها ميدانيا. كما أعربت الوكالة للوفد عن طموحاتها لرفع وتيرة نشاطها حسب الإمكانيات المتوفرة، وعن أملها في أن تتكاثف الجهود للاستجابة لانتظارات المقدسيين المحتاجين لدعم حقيقي يمكنهم من الصمود، ومواجهة إجراءات الحصار والتضييق الممنهج، الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي، حسب الشرقاوي. وأشار المسؤول بالوكالة، في هذا الصدد، إلى أن نقص التمويل يمثل تحديا كبيرا أمام الوكالة، التي تعد المملكة المغربية ممولها الرئيسي، وعائقا أمام طموحها للاستجابة لحاجيات المقدسيين. من جانبه، أشاد أمين سر هيئة الوفاق الفلسطيني، الذي يترأس الوفد، جميل جمعة سلامة، بالعناية الخاصة، التي توليها القيادة المغربية ولجنة القدس لمدينة القدس الشريف، ولأهلها الصامدين فيها، مبرزا ما لمسه أعضاء الوفد في زيارتهم للمملكة من رسوخ للقضية الفلسطينية في الوجدان المغربي. كما استعرض ظروف تأسيس وأهداف الهيئة، التي تروم تحقيق الوفاق الفلسطيني الداخلي، بعد سنوات من انقسام واقتتال داخلي أساء للصورة المشرفة لفلسطين، كبلد للمقاومة والكرامة والشهداء، وأثار خيبة أمل في العالم العربي والإسلامي، إلى حين توقيع اتفاقية المصالحة في القاهرة بين حركتي فتح وحماس. وأضاف أن الهيئة، التي تضم ممثلي جميع الفصائل والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ومستقلين، قطعت شوطا مهما في الترويج للمصالحة والتئام القيادة ووحدة الصف، وتواصل الجهود للتنفيذ الكامل لبنود اتفاق القاهرة وتحقيق المصالحة المنشودة. كما اعتبر جمعة سلامة أن مشروع الوفاق الفلسطيني الداخلي يهم العرب والمسلمين، وليس فقط الفلسطينيين، باعتباره أحد أشكال الدعم لهم، معربا عن أمله في أن تجعل منظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس ملف الوفاق ضمن أجندتيهما، وأن تربطهما شراكة حقيقية مع الهيئة. وتمثل هيئة الوفاق الفلسطيني إطارا شعبيا وطنيا مستقلا يضم شخصيات وطنية توافقية تؤمن بالمشروع الوطني الواحد والشراكة والمصالحة الوطنية وتعمل على تحقيق هذه الأخيرة وتهيئة المناخ المناسب لإنجازها، أساسا عبر بناء الثقة بين فرقاء الخلاف في الساحة الفلسطينية. ويزور وفد الهيئة المغرب في إطار لقاء ينظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ما بين 17 و21 أكتوبر الجاري، لعرض التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، لاسيما عبر مسار هيئة الإنصاف والمصالحة ودورها في تسوية ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.