على مدار أسبوع كامل، احتضنت مدينة إنزكان الدورة الثانية لمهرجان الطفل الذي دأبت فيدراليات الجمعيات التنموية بإنزكان على تنظيمه كل سنة، و قد تميزت هذه الدورة ببرمجتها المتميزة من خلال جملة من الأنشطة والورشات التي تم اختيارها بعناية فائقة لتتجاوب مع الأهداف الأساسية للمهرجان وكذا لما تحمله من إضافات نوعية للطفل الإنزكاني بالخصوص. وعرفت هذه الدورة التي تحمل شعار: «طفولتنا في أعيننا» تنظيم معرض الكتاب طيلة أيام المهرجان بمشاركة عدد من دور النشر والمكتبات والجمعيات الثقافية تشجيعا من الجهة المنظمة للإبداعات والدراسات الخاصة بأدب الطفل، واختتم المعرض بتوقيع كتاب «توزونين ءيجديكن» للكاتب و الشاعر «إبراهيم أيت شرغين»، وهو عبارة عن ديوان أناشيد و حكايات بالشعر والموسيقى الأمازيغيين موجهة للأطفال تروي مراحل الطفل منذ ولادته إلى أن يصبح شابا، وقد تناول فيه الكاتب «أيت شرغين» مجموعة من الأناشيد المرتبطة بالطقوس المرورية الإجتماعية التي يمر خلالها الطفل منذ صباه إلى أن يصبح شابا، ومن هذه الأناشيد، «تاوجا»، «تاينينا»، «تازويت»، كما تضمن الكتاب حكايات الغراب والثعلب، القنفذ والذئب، النمر والقط، النسر والديك، بقرة العجوز، تاكلا، وعدد من الحكايات والأناشيد العريقة. كما عرفت هذه الدورة، في شقها الثقافي، تنظيم ندوة بعنوان: «وقفات مع الطفولة» والتي أطرها الأستاذ «خرماش بلعيد»، حيث عرفت مشاركة مكثفة للمهتمين بأدب الطفل والتنشيط التربوي وكذا لمجموعة من الفعاليات في مجال صناعة أفلام الأطفال. وفي ختام فعاليات هذه التظاهرة، كان لجمهور مدينة إنزكان، موعد مع حفل فني شاركت في تنشيطه مجموعات غنائية وفرق مسرحية للأطفال بمشاركة جمعية «تودا الخير» لذوي الإحتياجات الخاصة ببنسركاو، جمعية «أجيال تمرسيط» للتربية والثقافة بأيت ملول، والجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي فرع إنزكان وعدد من الفعاليات الجمعوية والفنية بعمالة إنزكان أيت ملول. كما شهد حفل الختام إقامة أول عرض في التاريخ للسمفونية الغنائية للصغار بمشاركة جوق «إنازورن» إنزكان، وشارك في الآداء أطفال يمثلون الجمعيات المنضوية تحت لواء فيدرالية الجمعيات التنموية بإنزكان. وعبر مدير المهرجان الأستاذ «سعيد خرماش» في تصريح للجريدة بالمناسبة، عن ارتياحه لمستوى الأجواء التي طبعت هذه التظاهرة والتي مكنت من تحقيق نجاح كبير على جميع المستويات. وأبرز أن نجاح المهرجان يعد حافزا قويا لبذل مزيد من المجهودات للحفاظ عليه كموعد سنوي، مضيفا أن إدارة المهرجان في تفكير جدي لجعل مهرجان الطفل تظاهرة وطنية تنطلق من إنزكان، لمنح بطاقة سفر وطنية لإبداعات الطفل الإنزكاني حتى لا تظل حبيسة منطقته الجغرافية.