أبدا لن يشيخ الماء أيها الينبوع في داخلنا متعة لا يعرفها إلا الذين يسكنهم فوضى هوس. بيني وبين شعر الأديب محمد عنيبة الحمري، أصالة علاقة يصعب ترجمتها، لأن عندي ضعفا تجاه العمالقة، وهو عملاق النفحة الشعرية والعاطفة العاصفة الوطنية، في عصر بات من الشح أن تجد فيه كبيرا، ونحن ننهل من عصارة وفكر هذا المبدع وإحساسه وفلسفته الطالعة من مذاق الحياة، عنصر يجب أن نتمسك بأمثاله لنحافظ على هوية الشعر. الإبداع يجب أن يولد من الأرض ومن قضايا الناس كي يشعروا به، والبلد الذي يفقد تراثه وثقافته يقف على الهاوية. فالعبقرية يصعب تحديدها وحصرها في كلمات. إنها دائما مستحضر زئبقي يتألف من كيمياء الفكر والروح لقصيدة تحمل الشاعر إلى معارج لا إدارية وتقذف به من رتابة الحياة الوجودية المستهلكة الهالكة إلى حتمية البعث. عبر غزل الحروف وحوار الإزميل.أبجديات مختلفة، وخامات ليست مؤتلفة لكن بها عالما يتأسس دون أن يكشف سره، إنها شهادات فيها الشعر الذي يعكس توق الشاعر للحرف. حافظ على الأسمى والأجمل بما وهبه الله من ملكة، جعل منه أداة لتحصين الذات من بشاعة الدنيا وقسوة العيش اليومي في عالم موبوء. وهذا رأي أجمع عليه كثيرون ودافع هو عنه بالرمق الباقي من إنسانيته. أكاد أجزم أننا لن ننهض من كبوتنا ولن نحجز لأنفسنا مقعدا إلى طاولة العصر، إلا إذا عدنا إلى سابق عهدنا في احترام العقل قبل الغريزة، الإنسان قبل القبيلة، الإيمان قبل التدين، وهذه من سجاياك.وهي معيار للإسهام الإنساني والحضاري. * شاعرة