أيها الحضور الديونيزيسي الرائع، أحبائي الشعراء ومحبيهم، أتعرفون بماذا يستقبلكم الموقع الالكتروني للصديق الشاعر محمد عنيبة الحمري، يستقبلكم بقوله: «لتشيد من مدن الترهات حقائق حمق بأنك شاعر هذا الزمان وفي القيد مسكنك المتواصل فالشعر عذب ولكن صاحبه في العذاب». هل فعلا صاحبه في العذاب؟ هذا السؤال يمكن ملامسته من خلال دواوين شاعرنا الكبير محمد عنيبة الحمري. أيها الأحبة، قيل: إنما تنجح المقالة في المرء # إذا صادفت هوى في الفؤاد وزاد الأخطل قائلا: إن الكلام من الفؤاد وإنما # جعل اللسان على الفؤاد دليل فهوى الصديق محمد عنيبة ومحبته ثابتة في فؤادي، لكن كيف لي أن أنجح في مقالة عنه وأنا فقط من المحبين ولست بناقد وفي معرض تجربته الإبداعية شاكي السلاح، فأكيد لن تسعفني العبارة لأفي الصديق عنيبة حقه من بين كبار شعراء مشهدنا الثقافي العربي. فحسبي إذن أن أتبنى فيه قول الشاعر أبي الطيب: لو لم يكن قمر إذا ما زرتكم # يهدي إلى سنن الطريق الواضح لتوقد الشوق المنير بذكركم # حتى يضيء الأرض بين جوانحي سأكتفي أيها الحضور الجميل في ورقتي هذه بالتعريف بالصديق محمد عنيبة الحمري، اللغوي البصير بدقائق اللغة العربية، وأذكر بتجربته الأدبية، علني أنجح في الهروب من تقريع النقاد لي وكشفهم لمخزوني المتواضع عن تجربة هذا الشاعر الكبير الذي تنحو أشعاره، كما قال صديقنا حسن نجمي، منحى الكتابة الواقعية الملتقطة لهموم البسطاء ومعاناة الذين تحترق أصابعهم وهم يبحثون عن أفق مستحيل. فمن هو إذن الصديق الشاعر محمد عنيبة الحمري؟ هو من مواليد الدارالبيضاء فاتح يناير 1946، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بها. حاصل على الإجازة في الأدب العربي، يونيو 1969، وعلى شهادة الكفاءة التربوية من المدرسة العليا للأساتذة يونيو 1969، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة دجنبر 1976 بالرباط. كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بالبيضاء سنة 1974، عضو المكتب المركزي بالاتحاد سنة 1989. صدرت له الدواوين الشعرية التالية: «الحب مهزلة القرون» (1968)، «الشوق للإبحار» (1973)، «مرثية للمصلوبين» (1977)، «داء الأحبة» (1987)، «رعشات المكان» (1996)، «سم هذا البياض» (2000)، «انكسار الأوان» (2006). وله كتاب بعنوان «في الإيقاع الشعري، دراسة عروضية» (2002). كما أنه أنجز مقالات ونصوصا حول جوانب خفية في التراث الشعري العربي، نذكر منها سلسلة الكتابات التي نشرت في فسح الصيف ورمضان في جريدة «الاتحاد الاشتراكي»: «سلسلة إعدام الشعراء»، « مع الشعراء وذوي المهن الحرة»، «الشعراء الظواهر»، «بقايا دم في يد الشعراء»، «نزوات السلطة»، إلخ....