بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب التونسيين احتضن مقر اتحاد كتاب المغرب بالرباط مؤخرا، اجتماعا هاما ضمّ ثلة من المثقفين على رأسهم رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام ورئيس اتحاد الكتاب التونسيين محمد البدوي، بالإضافة إلى الناقد بشير القمري والقاص والروائي مبارك ربيع والناقدة رشيدة بنمسعود والباحث محمد القاسمي والناقد أنور المرتجي والناقدة الدكتورة سعاد مسكين والأديبة والفنانة مجيدة بن كيران والناقد أحمد زنيبر والناقد أحمد العاقد والروائي مصطفى لغتيري. في بداية هذا اللقاء رحب رئيس اتحاد كتاب المغرب الناقد عبد الرحيم العلام بالضيف التونسي الكبير الدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد كتاب تونس وبباقي الحضور، ثم ركّز في حديثه على سيرة الضيف خاصة مساهمته الكبيرة في تعليم أجيال من المغاربة باعتبار أن البدوي مارس التدريس في بلده الثاني المغرب، كما ثمن الروح العالية التي يتميز بها البدوي وانفتاحه الكبير على هموم الثقافة في البلدان المغاربية، يحركه في ذلك حلمه المشروع في توحيد المبدعين تحت قبة اتحاد كتّاب المغرب العربي. بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، الذي رد التحية بمثلها وركز في مداخلته على أهمية التواصل والتعاون بين اتحاد الكتاب في كل من تونس والجزائر والمغرب في انتظار التحاق اتحادي الكتاب في ليبيا وموريتانيا بالمسيرة التنسيقية والتواصلية بين الاتحادات، مذكرا في هذا الصدد بمشروع اتحاد المغرب العربي الذي وُضعت لبنته كفكرة واعدة خلال مؤتمر طنجة سنة 1956، ولم يفت البدوي التذكير بالزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية التونسية للمغرب التي زار خلالها المرزوقي قبر والده في مراكش وبعض أقاربه ، مما يؤشر على عمق العلاقات الإنسانية والشعبية والرسمية بين المغرب وتونس، وقد اعتبر البدوي التواصل والشراكة بين الاتحادين تحقيقا لبعض ما أخفق في تحقيقه السياسيون، ولعل هذه الخطوة الجريئة -يضيف البدوي- بين الاتحادين تحرج رجال السياسة فيلتحقوا بركب الوحدة والتكامل بين البلدين، بل بين بلدان المغرب العربي قاطبة. كما ذكر البدوي بزياراته لبعض المدن التي تعتبر حاضنة للهامش الثقافي (جرسيف، زرهون، مريرت، تيفلت) مما يعني أن مبادرة الاتحادين ستصب -بلا ريب- في مصلحة مثقفي الهامش وأدبائه. وقد عبر البدوي عن ارتياحه لبنود الاتفاقية، التي تكرّس ما يطمح إلى تحقيقه رفقة زملائه الأدباء لصالح الثقافة والمثقفين في المغرب العربي. وفي نفس الاتجاه انصبت مداخلات باقي الحضور من المثقفين، وبالتحديد على تصوراتهم للشراكة المنتظرة بين الاتحادين وآفاقها وعلاقة ذلك بالحراك السياسي والتحولات العميقة التي يعرفها كل من المجتمع التونسي والمغربي على كافة الأصعدة. قبل التوقيع على الاتفاقية قدّم رئيس اتحاد كتاب المغرب الناقد عبد الرحيم العلام لضيفه عينة من منشورات الاتحاد، ومن بينها العدد الأخير من مجلة آفاق الذي خُصّص للقصة القصيرة في المغرب وتكريم القاص مبارك ربيع. كما بادر الدكتور البدوي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين بإهداء العلام آخر منشورات الاتحاد، ويتعلق الأمر بالجزء الأول من ديوان الثورة، الذي جميع بين دفتيه أشعارا لكتاب تونسيين تغنوا بثورة الكرامة، دون أن يفوت البدوي التنويه إلى أن اتحاد كتاب تونس ينوي نشر كتاب مماثل يخصصه لشعراء مغاربة وعرب كتبوا عن الثورة التونسية. بعد ذلك مباشرة تلا العلام بنود الاتفاقية وتمّ توقيعها من طرف رئيسي الاتحادين على إيقاع تصفيقات الحضور ومباركتهم. في نهاية الحفل تبادل الجميع عبارات التهاني بمناسبة هذا الحدث المتميز والتقطت صور للذكرى.