انعقد مؤخرا لقاء ثقافي احتضنه نادي الهمذاني، تمّ خلاله الاحتفاء بالكاتب التونسي الدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، وقد افتتح هذا النشاط الثقافي بورقة للأستاذ مصطفى لغتيري قدّم فيها الضيف فركز على مسار التعليم وشهاداته فذكر منها الأستاذية والكفاءة في البحث والتبريز والدكتوراة ، وأشار إلى أنّ البدوي درّس في التعليم الثانوي في كطل في تونس والمغرب (ثانوية سيدي عزوز بتازة) قبل أن يلتحق بالتعليم الجامعي بالقيروان وسوسة، كما أنه اشتغل بالإذاعة وقدم فيها برامج ثقافية تعرف بالإصدارات الجديدة بالخصوص وهو الآن رئيس اتحاد الكتاب التونسيين ومن إصدارات الكاتب ذكر لغتيري: أوهام العقاد في العبقرية، الأرض والصدى وهو دراسة في رواية الأرض للشرقاوي، القيروان بأقلام الشعراء. وبعد هذه النبذة عن الضيف قال لغتيري إن اللقاء هو عبارة عن لقاء حميمي مفتوح مع الكاتب لملامسة قضايا تهمنا جميعا خاصة فيما يتعلق بالشأن الثقافي التونسي والمغاربي والعربي. مباشرة بعد ذلك فتح نقاش حر مع الضيف، تدخل فيه الحضور بأسئلتهم العميقة، لامست جملة من القضايا الثقافية الراهنة، فسألت الناقدة الدكتورة سعاد مسكين عن تصور الكاتب للعلاقة مع الهامش الثقافي المتمثل في الجمعيات الثقافية بالمدن الهامشية، بالإضافة إلى العلاقة مع اتحاد كتاب المغرب، كما طرحت إشكال الإبداع في أحضان الثورة، فيما أثارت الأستاذة صفية أكطاي الشرقاوي قضية الثقافة وسؤال التغيير، بينما ركز الشاعر نور الدين بلكودري على تصور الكاتب لاتحاد كتاب المغرب العربي في ظل التحولات السياسية الحالية أما القاصة السعدية باحدّة فتساءلت عن معضلة توزيع الكتاب المغاربي في بلدان المغرب العربي. الأستاذة الطاهرة حجازي طرحت من جهتها قضية علاقة المثقف بالمجتمع وركزت في سؤالها على الدكتور البدوي الإنسان بما يعني رؤيته للحياة والأدب والثورة. ولم يغفل الأستاذ محمد الغافل أن يسأل عن ثنائية القراءة والكتابة في مسار الضيف التعليمي والإبداعي. بعد ذلك انبرى الدكتور البدوي للإجابة على الأسئلة المطروحة بكثير من الأريحية والاستفاضة، فقدم تصوره لاتحاد كتاب المغرب العربي، هذا الهم الذي يلازمه دوما ويسعى إلى تحقيقه خاصة بعد أن أبرم اتفاقية مع اتحاد كتاب الجزائر ومن المقرر أن يوقع اتفاقا في الرباط مع اتحاد كتاب المغرب. كما ركز على ضرورة الانفتاح على الهامش الثقافي ممثلا بالجمعيات الثقافية ذات الوسائل المحدودة التي تنشط في مدن صغيرة وفقيرة، وفي هذا الإطار يضيف البدوي، كانت ندواته الأخيرة في مدن مغربية مثل جرسيف ومريرت وتيفلت وزرهون، وعن رأيه في الإبداع والثورة ركز البدوي على أن القيم الفنية الإبداعية يجب أن لا تغيب عن المبدع سواء في الثورة أو في غيرها، مركزا على الكتاب الأخير الذي أصدره اتحاد الكتاب التونسيين وجمع فيه شعراء تغنوا بالثورة، لكن المعيار الفني كان حاضرا بقوة في انتقاء القصائد كما لامس الضيف الكثير من القضايا الأخرى المتعلقة بشخصه وبمساره الإبداعي والوظيفي الذي برهن فيه الكاتب على أن العمل الجاد والملتزم بقضايا الإبداع والثقافة هو محركه الأساس فيما يقوم به داخل اتحاد كتاب تونس وما يطمح في العمل به في علاقته مع باقي اتحادات الكتاب في باقي البلدان المغاربية بل والعربية كذلك. واختتم اللقاء بأمسية شعرية استمتع فيها الحضور بالإصغاء لقصائد الشاعرات والشعراء المغاربة: محمد بوجبيري ونور الدين ضرار ورشيدة فقري وكريمة دلياس ومحمد الرويسي والطاهرة حجازي ومحمد الغافل. وفي نهاية اللقاء التقطت صور للذكرى، وقدّم الكتاب المغاربة آخر إصداراتهم للضيف محمد البدوي.