أكد الخبير الجزائري في الشؤون المغاربية اسماعيل معارف أنه لا يمكن الحديث عن تكتل اقتصادي وسياسي بين البلدان المغاربية دون فتح الحدود بين المغرب والجزائر وتعزيز التواصل بينهما، واصفا غلق الحدود بين البلدين بأنه «غير طبيعي». وأضاف الخبير الجزائري، خلال البرنامج الحواري الجديد «سؤال الساعة» التي شرعت إذاعة البحر الأبيض المتوسط (ميدي1 راديو) في بثه مساء أول أمس الاثنين، أن الظرفية الإقليمية الجديدة تتطلب المضي في تجاه بناء مؤسسات ترتكز على تبادل المصالح وفق قاعدة «لا خاسر ولا رابح» وإطلاق برامج اقتصادية واجتماعية يساهم فيها القطاع الخاص. وأعرب عن أمله في أن تفرز الانتخابات التشريعية التي ستشهدها الجزائر طبقة سياسية جديدة تلعب دورا في حل المشاكل العالقة بين البلدين وتسهم في بناء الاتحاد المغاربي، مشيرا إلى أن مشكل الصحراء يلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين. وقال في هذا الصدد «لو تم الوقوف عند الجانب البراغماتي دون الإيديولوجي والسياسي لتم تجاوز المشكلة وحلت بطريقة طبيعية». وأبرز أن تحقيق الاندماج المغاربي سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ومواجهة التحديات والتهديدات الأمنية وتهريب الأسلحة. كما أشار إلى الدور الذي يتعين أن يضطلع به الإعلام بكلا البلدين لتقديم خطاب إعلامي موضوعي ومهني يسهم في تقريب وجهات النظر. ومن جانبه، أكد الأستاذ الجامعي تاج الدين الحسيني أنه يتعين البدء بتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية لتحقيق الاندماج والتكامل المغاربي، قائلا إن «فتح الحدود وتطبيع العلاقات منطلق أساسي لأي اندماج مغاربي». وشدد على أن تحقيق اندماج اقتصادي مغاربي «لم يعد ترفا أو تفكيرا في الوحدة لكن قضية حياة أو موت» بالنظر إلى أن عدم تحقيق الاندماج الاقتصادي ينجم عنه سنويا ضياع ملايير الدولارات، مشيرا إلى أهمية أن يتم هذا الاندماج على أسس اقتصادية عبر مراحل متدرجة تبدأ بإحداث منطقة تبادل حرة وتنتهي بإقامة اتحاد اقتصادي ونقدي بين الدول المغاربية. ومن جانبه، أكد محمود حسن، أستاذ بكلية الحقوق بتونس، أن التعثر في بناء الاندماج المغاربي هو «ظاهرة غير طبيعية» وأصبح مرهقا للمنطقة اقتصاديا واجتماعيا، مشيرا إلى أن بدء الحوار بين البلدان المغاربية وزيارة الرئيس التونسي للمنطقة وقمة الاتحاد المغاربي المرتقبة بتونس في سنة 2012 كلها عوامل ومبادرات تبعث على التفاؤل. وأشار إلى أن الاندماج المغاربي يتطلب آليات منها ماهو موجود كالاتفاقيات الثنائية الموقعة بين أقطار المغرب العربي، أو مجموع الاتفاقيات المغاربية التي تم توقيعها في التسعينات في إطار الاتحاد المغاربي والتي يزيد عددها عن 35 اتفاقية ولم تدخل حيز التنفيذ. وأكد أستاذ العلوم السياسية، الموريتاني ديدي ولد السالك، بدوره، على أن بناء المغرب العربي خيار استراتيجي وأنه لا مستقبل للمنطقة بدون هذا البناء المغاربي للحفاظ على مصالحها ومواجهة تحديات الأمن والهجرة والقضاء على مشاكل الفقر والبطالة، معبرا عن تفاؤله بمستقبل بناء الاتحاد. كما أبرز أهمية الاندماج والتكامل الاقتصادي المغاربي. وقال في هذا السياق «لا بد أن ننظر نظرة مستقبلية لأهمية التكامل لأن لكل طرف ما يقدمه للاقتصاد المغاربي».