التأكيد على الحوار والتواصل من أجل تقوية الروابط بين جميع مكونات الأسرة القضائية عرفت إحدى قاعات قصر العدالة بالجديدة، مؤخرا حضورا وازنا لأسرة العدالة من قضاة ومحامين وكتاب الضبط وإداريين وذلك بمناسبة لقاء تواصلي بين مكونات العدالة بصفة عامة وبالدائرة القضائية لمحكمة الاستئناف بالجديدة على وجه الخصوص. وفي بداية هذا اللقاء، أبرز الأستاذ المصطفى أيت الحلوي الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة، أن أسرة العدالة لا تختزل في القاضي وإنما هي كل هذه المكونات من قضاة ومحامين وكتاب الضبط ومفوضين قضائيين وعدول وموثقين وخبراء التي يفترض فيها التكامل فيما بينها خاصة القضاة وكتاب الضبط والمحاماة، الذين كانوا ولازالوا لحمة واحدة في السعي الى إحقاق الحق وإنصاف المظلوم، مؤكدا بأن هذه العلاقة لابد أن يطبعها الانسجام في إطار التقاليد والأعراف والأدبيات الثابتة التي تكرس الاحترام المتبادل، وأن أسلوب الحوار الجاد والمتزن هو السبيل للملمة شمل أسرة القضاء، كما أشاد بالانسجام الحاصل بين مكونات الجسم القضائي بالجديدة. وفي معرض تدخله، أوضح الأستاذ فيصل شوقي وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالجديدة وعضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الخلفيات التي كانت وراء الأحداث التي عرفتها محاكم تاونات والراشدية وآسفي من نقاشات ومواقف، تم التغلب عليها بالعقل والمنطق، مذكرا بالدور الهام الذي لعبته وزارة العدل من أجل تقريب وجهات النظر خدمة لنبل الرسالة وقداسة الخدمة اللذين يشكلان سر هبة القضاء الذي يعتبر الدعامة الحقيقية لبناء مجتمع ديمقراطي. من جهته، أوضح الأستاذ حميد بسطيلي، نقيب هيئة المحامين بالجديدة، بأن العدالة وطن للجميع وكل فئات المجتمع تحرص على صونها فبالأحرى من يعتبر أجنحتها، مضيفا بأن هذا اللقاء هو تكريس لأسلوب الحوار والتواصل من أجل تقوية الرباط الوثيق بين جميع مكونات الأسرة القضائية للدائرة القضائية لمحكمة الاستئناف بالجديدة، معتبرا أيضا أنه من الواجب الحرص على المبادئ الأساسية المقتبسة من الأعراف والتقاليد ومن القوانين المنظمة التي حرصت الأجيال السابقة على الحفاظ عليها وصونها في إطار الاحترام المتبادل والحرص على إيجاد الحلول الناجعة للهموم المشتركة جازما أن هيئة القضاء مدركة وواعية بقدسية رسالة المحاماة وهي حريصة على حرمة هيئة الدفاع باعتبارها جزءا من أسرة القضاء. وبدوره، أشاد الأستاذ سعيد زيوتي الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، بروح التفاهم والتناغم والانسجام التي يتسم بها الجسم القضائي بالدائرة القضائية للجديدة متمنيا أن تعم هذه النعمة باقي الدوائر القضائية بالمملكة ضمانا لصون هبة جميع مكونات الجسم القضائي لما يربط بينها من القيم المثلى خدمة لسمو العدالة ومصلحة الوطن العليا. وباسم كتاب الضبط، تناول الكلمة سعيد بعزي الذي أشاد بهذا اللقاء التواصلي في هذه الظرفية التي تعرف حراكا داخليا ونقاشا عميقا حول تنزيل مشروع إصلاح القضاء والذي يدور في فلك المشروع الكبير المتمثل في إصلاح منظومة العدالة ببلادنا مبرزا دور كتابة الضبط باعتبارها العمود الفقري للعملية القضائية ووصفها بالجسر الذي تتواصل عبره مختلف مكونات الأسرة القضائية. وإذا كانت هذه العلاقة يطبعها التآخي والتوادد، فهذا لا يعني في نظره عدم وجود بعَض المشاكل اليومية البسيطة التي تقتضي من الجميع استحضار صوت العقل والحكمة والتبصر من أجل حلها داخل البيت ومن طرف أهل البيت والقطع مع عقلية إقصاء الآخر، حيث يجب -يضيف المتحدث-، إشراك جميع مكونات الجسم القضائي في بناء حكامة قضائية جيدة، داعيا إلى خلق لجنة مختلطة تجتمع دوريا وكلما دعت الحاجة إلى ذلك لحل بعض المشاكل اليومية.