احتشد جمع غفير من سكان دوار اوربيع الذي يبعد عن مدينة بني ملال بحوالي ثلاثة كلمترات، أمام المركز الاستشفائي الجهوي، لاحتجاج والتضامن مع أسرة طفلة لا يتجاوزعمرها 9 ربيعا، ودعت الحياة متأثرة بلذغة أفعى سامة صباح يوم الخميس الأخير. والد الضحية، يقول إن الهالكة كانت يوم الحادث، صحبة أمها تجني الجلبان بمنطقة تطاوين، بينما كان هو منشغلا بمراقبة خلايا النحل، وانه سمع صراخها، فلما تبين الأمر علم أنها تعرضت للذغة أفعى. وأضاف أنه حملها فوق ظهره وانطلق بها مسرعا مسافة كيلومترين إلى المستشفى، وأنه هناك بقسم المستعجلات لم تتلق الضحية الإسعافات الضرورية وتركت تواجه مصيرها دون أن يتم حقنها بالترياق المضاد لسموم الأفاعي، حيث مكثت مهملة لمدة 5 ساعات، تعرض فيها هو أيضا لسوء المعاملة، حسب أقواله. وأشار والد الهالكة، انه أمام ما وصفه بحالة الإهمال التي تعرضت لها ابنته بالمستعجلات توجه بها إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء حيث لفظت أنفاسها في اليوم الموالي. ومن جانبه، أكد مصدر صحي أن الطفلة وصلت إلى المركز الاستشفائي الجهوي حوالي الساعة 5 مساء وأودعت مباشرة قسم العناية المركزة، وأنها كانت تعاني من انتفاخ وزرقة على مستوى الرجل التي تحمل أثر الإصابة. وأضاف المصدر، أن الضحية تم نقلها على متن سيارة الإسعاف التابعة للمركز الاستشفائي الجهوي في اتجاه المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء والذي وصلت إليه في حدود الساعة الواحدة ليلا. وأنها توفيت بعد ذلك لعدم قدرتها على مقاومة السم الذي سرى في جسدها. كما أفاد ذات المصدر، بأنه لا يوجد أي برنامج ببني ملال بخصوص لدغات الأفاعي، كونها لم تصنف في هذا الإطار، وارجع سبب ذلك، إلى عدم إدراج حالات الإصابة المسجلة. وأشار إلى عدم وجود أي ترياق بالمركز بخصوص لدغات الأفاعي، ما عدا (ندوبيتريكس) الخاص بلسعات العقارب. هذا، وقد انتقلت الوقفة الاحتجاجية إلى بوابة محكمة الاستئناف ببني ملال حيث رفع المحتجون نعشا رمزيا علقت عليه صور الطفلة الضحية. وكما هو معلوم تسجل كل سنة عدة وفيات بسبب لذغات الأفاعي والعقارب في صفوف الأطفال في المناطق الجبلية.