تنظم الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين مسيرة الشعب المغربي من أجل القدس يوم الأحد فاتح أبريل 2012 بالدارالبيضاء. وستعرف أهم شرايين العاصمة الاقتصادية والطرقات المفضية إليها، منذ الساعات الأولى لصبيحة الأحد، حسب تصريح أدلى به عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وعضو اللجنة المنظمة، ل» بيان اليوم»، توافد مكثفا للمواطنات والمواطنين القادمين من كل جهات ومدن المغرب، والذين سيتم استقبالهم، وتقديم كافة التسهيلات والإرشادات اللازمة إليهم ومواكبتهم إلى غاية عودتهم حتى يمر الزمن المخصص للمسيرة ولما بعدها في أحسن الأجواء. وقال عبد الحفيظ ولعلو إن اللجنة المنظمة عملت جاهدة من أجل أن يكون الجميع في الموعد مع هذا الحدث التاريخي، وواكبت جهودها «اللجنة الكبرى» التي تتألف من جميع الفاعلين المبادرين لتنظيم المسيرة وعلى رأسهم الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين. فلم يخل يوم واحد، يضيف ولعلو، من اجتماعات للتنسيق مع الأحزاب السياسية والهيئات النقابية وجمعيات المجتمع المدني ظلت دوما تتلمس أنجع السبل لضمان الرفع من جودة الاستعدادات خاصة على مستوى اللوجيستكي، وعلى صعيد تعبئة المواطنين من اجل المشاركة في مسيرة يريدها الجميع مليونية ومكثفة من أجل بلوغ مراميها السامية . وأفاد ولعلو أن المسيرة ستنطلق على الساعة العاشرة من صباح الأحد في ملتقى شارعي أبي شعيب الدكالي ومحمد السادس، بحضور زعماء الأحزاب السياسية والنقابات ورؤساء الجمعيات ناهيك عن المواطنين الذين يعتبرون القوة المحركة للمسيرة، بالإضافة إلى شخصيات وجاليات عربية مقيمة ببلادنا أعربت عن رغبتها الملحة في المشاركة . ويتوقع، حسب تصريحات الجهتان الداعيتان إلى هذه التظاهرة، أن تلاقي الدعوة إلى المسيرة استجابة قوية من طرف الشعب المغربي الذي يتفاعل بقوة مع الأحداث الجارية بالأراضي الفلسطينية التي تواجه خطر المشروع الإسرائيلي لتهويد القدس الذي خصص له الصهاينة ميزانية ضخمة، ولا يترددون في التعبير عن نواياهم في المضي إلى ابعد الحدود في مخططاتهم العنصرية الإرهابية التي تستهدف القدس في هويتها العربية والدينية والتاريخية والحضارية، واقتراف مزيد من جرائم القتل والتدمير والتهجير والضم والاستيطان والتهويد والتشريد والمصادرة والتطهير العرقي في القدس وعموم فلسطين. وتعتبر مسيرة الدارالبيضاء موازية للمسيرة العالمية نحو القدس بمناسبة يوم الأرض والتي يشارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص من كل بقاع العالم٬ يتوجهون إلى الحدود الفلسطينية للمطالبة بالدخول إلى القدس من “أجل تحريرها وإيقاف تهويدها، حاملين شعار « الحرية للقدس، لا للاحتلال ولا لسياسات التطْهير العرقي والفصل العنصري والتهويد ..» . ولا يختلف شعار المسيرة العالمية عن شعار مسيرة الدارالبيضاء. فالهدف واحد يقول خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، معبرا عن أمله في أن تتميز مسيرة العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية بمشاركة واسعة لمختلف التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية « . وهو أمل تتقاسمه مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، فقد أكد رئيس هاته الأخيرة محمد بنجلون الأندلسي لبيان اليوم أن « الشعب المغربي الذي عبر في مختلف المناسبات بكل أحزابه ونقاباته وجمعيات المجتمع المدني وجمعياته الحقوقية٬ عن دعمه الدائم للقضية الفلسطينية٬ سيكون له حضور وازن في مسيرة فاتح أبريل بالدارالبيضاء، يضاهي مشاركته في المسيرة العالمية نحو القدس من الاتجاهات الأربع (مصر وسوريا والأردن ولبنان) التي تقرر تنظيمها خلال المؤتمر الدولي الذي انعقد في بيروت في دجنبر الماضي . من جانبه أكد عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في تصريحه للصحيفة، أن الجميع يعتريه أمل كبير في أن تكون مسيرة الدارالبيضاء ناجحة٬ بالنظر إلى إيمان الشعب المغربي، على غرار كل الشعوب العربية والإسلامية، بقضية القدسوفلسطين٬ وأن يوم الأحد سيكون فرصة لإعادة تاكيد الدعم القوي للقضية الفلسطينية، ولإدانة الأعمال الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تقيم وزنا للشرعية الدولية. وشدد عبد الحفيظ ولعلو أن المغاربة، المهتمين بمجريات ما أطلق عليه الربيع العربي اختزالا للتغييرات والإضرابات التي تشهدها الرقعة العربية، لا يمكنهم الصمت عن تهويد مدينة القدس الشريف واستمرار السياسة العدائية للصهاينة الذين وافقوا،شهر فبراير الماضي، عبر مجلس المحافظين في إدارة التخطيط العسكري، على بناء 500 منزل جديد للمستوطنين في شمال الضفة الغربية، مضيفا أن « مسيرة المغاربة هي دعم قوي للفلسطينيين في غزة الذين يسقط شهداءها تباعا، ويعاني من يظل على قيد الحياة منهم العديد من المحن . مسيرتنا هي مطالبة بعودة اللاجئين إلى وطنهم وتحرير كل التراب الفلسطيني وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.وهدفنا أيضا الدفاع عن الأوقاف المغربية في القدس التي تتعرض للتدمير والإبادة». فالمواطنات والمواطنين المغاربة، يقول المتحدث، «لا يمكنهم نسيان القضية الفلسطينية، والدولة المغربية ساندت وستظل تساند القضية الفلسطينية دون التدخل في الشأن الداخلي وفي الملفات المطروحة بين الإخوة في فلسطينيين» ، مشيدا بالدور الرائد وبالأعمال الجليلة التي تقوم بها لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس وبالجهود الجبارة التي يبذلها بيت مال القدس الذي «يقدم خدمات رائعة للفئات المحرومة داخل الشعب الفلسطيني الجريح . وفي سياق متصل، وعشية مسيرة الدارالبيضاء، وجه جلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي٬ رسائل ملكية سامية إلى قادة الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن (الولاياتالمتحدة الأمريكية٬ روسيا٬ فرنسا٬ الصين، وبريطانيا)٬ بشأن التطورات الخطيرة التي تعرفها مدينة القدس. وقد أكدت رسائل جلالة الملك بأن «قضية القدس٬ باعتبارها عنصرا جوهريا وحاسما في تفاعلات الصراع المرير بمنطقة الشرق الأوسط٬ قد صدرت بشأنها قرارات أممية٬ تؤكد ضرورة المحافظة على الطابع القانوني الخاص للقدس الشرقية٬ كأرض محتلة٬ وتعتبر كل الإجراءات التي من شأنها تغيير هويتها٬ والمساس بوضعيتها الحالية لاغية»، مضيفا جلالته بأن « الفترة الأخيرة شهدت تزايدا في أعمال البناء الاستيطاني على أراضي المواطنين الفلسطينيين في القدس٬ وتصعيدا في الحفريات وفي عمليات هدم منازل المواطنين المقدسيين٬ وترحيلهم القسري٬ والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى٬ بل ومنع المصلين من الدخول إليه لأداء شعائرهم الدينية». وقد أدان جلالة الملك٬ رئيس لجنة القدس٬ «هذه الإجراءات اللامشروعة والأحادية الجانب٬ وغيرها من الانتهاكات التي تمس بحقوق الفلسطينيين٬ والتي تتنافى٬ جملة وتفصيلا٬ مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما أن هذه السياسة الممنهجة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ترمي بالأساس إلى طمس هوية القدس العربية-الإسلامية والمسيحية على السواء٬ وإحاطتها بطوق من المستوطنات٬ بهدف عزلها عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية». وأضاف جلالته بأن «هذا المخطط سيزيد من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. بل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة٬ لا يمكن التكهن بنتائجها٬ في ظل الأوضاع العامة التي تعيشها المنطقة برمتها. مما سيفضي٬ لا محالة٬ إلى تقويض كل فرص السلام في المنطقة».