يشكل موسم طانطان٬ الذي تتواصل فعالياته تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ملتقى سنويا لصيانة التراث الثقافي اللامادي لمجتمعات البدو الرحل بالصحراء وضمان استمراريته أمام حركية التمدن والتحضر التي لا تتوقف . وتتصدر واجهة ساحة التسامح والسلم٬ التي تحتضن أغلب أنشطة هذه التظاهرة٬ خيام موضوعاتية تجسد مظاهر الحياة اليومية للبدو الرحل بالصحراء وعاداتهم وتقاليدهم المرتبطة على الخصوص بطقوس الضيافة والزواج والتعليم التقليدي (المحضرة) والطب الشعبي والزي المحلي والألعاب الشعبية والمطبخ الصحراوي ونسج الخيام والتحكيم العرفي ومختلف منتجات الصناعة التقليدية . والى جانب هذه الخيام٬ تم تأثيث موقع الموسم الواقع على بعد حوالي كيلومترين من وسط مدينة طانطان بنحو 400 خيمة تقليدية ذات لون أسود نسجت من شعر الماعز ووبر الإبل مشكلة بذلك تجمعا سكانيا يعيد إلى الذاكرة مشهد «لفريك» (حي الخيام) الذي يتيح لأفراد القبائل الصحراوية المغربية فرصة «استثنائية للتلاقي والحوار والارتباط بالماضي من جديد». ويروم الموسم٬ من خلال استعراضه لجوانب مختلفة من حياة الرحل بالخيام الموضوعاتية٬ المحافظة على الموروث الثقافي العريق للمنطقة وجعله وسيلة لتنميتها وإدماجها في محيطها وانفتاحها على العالم حيث اكتشاف التعبيرات الفنية التي تحفل بها. ويراهن منظمو هذه التظاهرة على استقطاب الرحل من مختلف أنحاء العالم للتواصل في ما بينهم والوقوف على القواسم المشتركة والجوانب المختلفة من حياتهم وتراثهم الثقافي الضارب في أعماق التاريخ. وتعد هذه التظاهرة٬ التي اعتبرها المدير العام السابق لمنظمة اليونيسكو خلال زيارته لمدينة طانطان بمناسبة تنظيم الدورة الأولى للموسم بعد إعادة إحيائه سنة 2004 «شهادة حية على الثقافات الشفوية والفنية الصحراوية ودرسا في المعرفة والإبداع نتعلم منه الشيء الكثير»٬ مناسبة لضيوف طانطان القادمين من مختلف أنحاء العالم٬ للإطلاع على ما تزخر به المنطقة من مؤهلات اقتصادية وسياحية وما تتيحه من فرص للاستثمار. وقد شكل موسم طانطان٬ الذي صنفته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في يونيو 2005 ضمن رائعة التراث الشفهي اللامادي للبشرية٬ على مدى قرون٬ منتدى اجتماعيا وتجاريا وثقافيا لقبائل الصحراء حيث اكتسى منذ سنة 1963 نضجا تنظيميا أكبر ٬ ليصبح مناسبة للتواصل والتبادل التجاري وفضاء للتباري في سباق الإبل «لز البل» وإطارا لتنظيم أنشطة ثقافية متنوعة. وتتواصل فعاليات هذا الملتقى السنوي٬ الذي يجمع أزيد من ثلاثين قبيلة من الأقاليم الجنوبية للمملكة٬ بتنظيم كرنفال استعراضي سيتم خلاله تقديم لوحات تجسد تنوع الموروث الثقافي والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة. كما سيتم إقامة معارض للمخطوطات والفن التشكيلي ومنتجات الصناعة التقليدية والصور الفوتوغرافية ومسابقات في الشعر الحساني وتنظيم سهرات فنية طيلة أيام التظاهرة تنشطها فرق محلية ووطنية ودولية.