قال وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان إنه من غير المؤكد أن يكون منفذ هجمات تولوز ومونتوبان -الذي يعتقد أنه محاصر في منزله- «لا يزال حيا» لأن الشرطة «لم تجري أي اتصال به» خلال الليل. وصرح غيان لإذاعة «أر تي أل» بأن أولويتهم هي أن يقوم محمد مراح (24 عاما) -وهو مواطن فرنسي الجنسية يتحدر من أصل جزائري- بتسليم نفسه للقبض عليه حيا وإحالته على القضاء. وأعرب الوزير الفرنسي عن أمله في أن يكون الشاب لا يزال على قيد الحياة، لكنه أضاف قائلا «من الغريب جدا ألا يكون أبدى أي رد فعل» ولا سيما بعد تفجير الشرطة نوافذ شقته الليلة الماضية. وأوضح «سمعنا طلقتي نار ولا نعرف ما الذي تعنيانه». وتحاصر وحدة النخبة في الجيش الفرنسي منذ حوالي ثلاثين ساعة محمد مراح الذي أعلن أنه منفذ ثلاث هجمات قتل خلالها سبعة أشخاص في جنوب غرب فرنسا، وحاولت إقناعه بتسليم نفسه، لكنه رفض وقال إنه «يريد الموت والسلاح بيده»، بحسب تأكيد الوزير كلود غيان، الذي قال في وقت سابق إن المشتبه فيه «يقول إنه مجاهد وينتمي إلى تنظيم القاعدة». وفجرت وحدة من القوات الخاصة (كوماندوس) ثلاث شحنات ناسفة قبل منتصف الليلة الماضية دمرت الباب الرئيسي للمبنى وأحدثت فجوة في الجدار بعد أن رفض المسلح تسليم نفسه، بينما واصلت الشرطة إطلاق أعيرة نارية كل ساعة تقريبا وصعدت من تحركاتها فجر اليوم الخميس، حيث فجرت شحنتين أخريين، وقال محللون إنها تحاول إرهاق المسلح حتى تتمكن من اعتقاله حيا. ويشتبه في تنفيذ مراح هجمات قتل فيها ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية وأربعة يهود في منطقة تولوز بينهم ثلاثة أطفال. وذكر مسؤولون فرنسيون أنه كان ينوي قتل «موظفي شرطة» بمنطقة تولوز وعسكري أمس. وبحسب مفاوضيه من الشرطة الفرنسية، فقد تفاخر محمد مراح بأنه تمكن من «تركيع» فرنسا، وقال للشرطة إن مبعث أسفه الوحيد هو عدم قدرته على تنفيذ خططه الخاصة بإيقاع المزيد من القتلى. وأبلغهم أيضا أنه قتل ثلاثة جنود فرنسيين الأسبوع الماضي وأربعة أشخاص في مدرسة يهودية في تولوز الاثنين الماضي «انتقاما لمقتل أطفال فلسطينيين وبسبب مشاركة الجيش الفرنسي في الحرب في أفغانستان». وقال المدعي العام في باريس فرانسوا مولان -وهو عضو بوحدة مكافحة الإرهاب التي تقود التحقيق- في مؤتمر صحفي إن الشاب مراح «غير نادم وأوضح أنه ليس انتحاريا وأنه ليس لديه روح الاستشهاد ولكنه يفضل القتل وأن يبقى هو حيا».