أكدت دراسة طبية جديدة أن الأطفال الذين يتم إرضاعهم حسب طلبهم يؤدون بشكل أفضل عند التحاقهم بالدراسة من الذين يرضعون وفقاً لجدول محدد، رغم تعرض أمهاتهم لمزيد من التعب والشكوى. وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يتغذون عندما يكونون جوعى سواء برضاعة حليب الأم أو الحليب الصناعي يحققون درجات أعلى في الاختبارات وهم في سن الخامسة والسابعة وال11 وال14، ويحصلون وهم في سن الثامنة على أربع أو خمس درجات أعلى في اختبارات مستوى الذكاء. ويعتقد الباحثون بمعهد الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية بجامعة إيسيكس وأكسفورد أنهم أول من يجري دراسة واسعة النطاق على تأثيرات الرضاعة وفقاً لجدول مقارنة بتأثيرات الرضاعة عند الطلب. وشملت الدراسة عينة مكونة من 10419 طفلا ولدوا أوائل تسعينيات القرن الماضي، ووضعت في الاعتبار مجموعة من العوامل من بينها المستوى التعليمي للوالدين ودخل الأسرة وجنس الطفل وعمره وصحة الأم وأسلوب التربية لدى الوالدين. وقالت الدكتورة ماريا من معهد الأبحاث والمشرفة على البحث «إن الاختلاف بين الأطفال الذين يرضعون حسب الجدول أو وفقا للطلب وجد في كل من رضاعة الثدي والرضاعة الصناعية». وأضافت أن الاختلاف بمستويات اختبارات الذكاء يصل إلى أربع أو خمس نقاط. ورغم أن هذا المعدل ذو دلالة عالية من الناحية الإحصائية، لكنه لن يجعل طفلا في مستوى متوسط بالدراسة ينتقل إلى الصدارة، إلا أنه أمر ملحوظ. من جهة أخرى، أكدت دراسات حديثة أن الأطفال الذين تم تغذيتهم في الصغر عن طريق الرضاعة الطبيعية أو الألبان المصنعة الغنية بالأحماض الدهنية الصحية يكونون أكثر ذكاءً من نظرائهم الذين لم يحصلوا على هذه الفوائد الغذائية في الصغر. وقد كشفت دراستان أجريتا في كل من المملكة المتحدة وإسبانيا ونشرت أخيراً في جريدة «طب الأطفال» أن زيادة مستويات الأحماض الدهنية غير المشبعة بالألبان التي يتغذي عليها الرضيع مثل أنواع (DHA EPA AND ALA) ترتبط بالنمو العقلي للأطفال سواء في مراحل الطفولة المبكرة أو المتأخرة. ويحتوي لبن الأم على هذه المواد بشكل طبيعي، كما تم تدعيم الكثير من ألبان الأطفال المصنعة بهذه الأحماض الدهنية منذ أن بدأت البحوث الطبية في إثبات فوائدها في النمو العقلي للأطفال. ووجدت الدراسة الإسبانية أن زيادة فترات الرضاعة الطبيعية للأطفال أثناء الأربعة عشر شهراً الأولى ترتبط بزيادة نتائج الاختبارات العقلية عند هؤلاء الأطفال مقارنة بالأطفال الذين تغذوا على لبن الأم ولكن لفترات أقل. وقد قام الباحثون بتسجيل سيدات أثناء فترات الحمل الأولى وقاموا بقياس الأحماض الدهنية في السوائل التي يفرزها الثدي بعد الوضع مباشرة، ثم قاموا بتقييم النمو العقلي لأكثر من 500 طفل في عمر 14 شهراً. كما بحثوا متغيرات هامة مثل تعليم الأم والمستوى الاجتماعي ومستوى الذكاء وارتباط ذلك بذكاء الطفل. وقد تبين للباحثين أن الأحماض الدهنية تؤثر في مستوى النمو العقلي للأطفال خاصة أولئك الذين تغذوا على اللبن الطبيعي للأم لفترات طويلة.