بمشاركة أكثر من 10 أفلام في موضوع الحراك العربي من تونس، مصر، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، وأميركا، تنطلق فعاليات الدورة 18 لمهرجان تطوان السينمائي، في الفترة من 24 إلى 31 مارس 2012، تم الإعلان عن ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته مؤسسة مهرجان السينما المتوسطية بتطوان٬ يوم الاثنين الماضي بالرباط٬ من أجل وضع اللمسات الأخيرة المتعلقة بالدورة 18، واستعرض الاجتماع الذي ترأسه محمد نبيل بنعبد الله٬ رئيس مجلس الإدارة٬ الاستعدادات التنظيمية والترتيبات المالية الجارية من أجل إنجاح الدورة المقبلة التي تعرف مشاركة 16 دولة متوسطية٬ وعرض 12 فيلما طويلا و 15 فيلما قصيرا و 12 شريطا وثائقيا في إطار المسابقات الثلاث للمهرجان. وكشف اجتماع مجلس الإدارة أن التظاهرة تواصل استمراريتها تحت ضغط مالي كبير٬ حيث أعرب المنظمون عن أملهم في وفاء الفاعلين المؤسساتيين بوعودهم من أجل توفير شروط النجاح للمهرجان الذي راكم على مدى 25 سنة إشعاعا متوسطيا هاما. وتقدر الجهة المنظمة كلفة الدورة المقبلة للمهرجان بخمسة ملايين درهم. وأكد محمد نبيل بنعبد الله، في ندوة صحفية عقدت الاثنين 5 مارس أن مهرجان تطوان الدولي في دورته الثامنة عشرة لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي سينعقد ما بين 24 و31 مارس الجاري، «سيواصل مشواره بثبات وحكمة بدون مبالاة لبعض التصريحات التي قيلت في غير محلها». وأشار بنعبد الله، في الندوة الصحفية التي أقيمت في احد الفنادق بالرباط، لعرض برنامج المهرجان وكل الجوانب المتعلقة به، إلى أن مهرجان تطوان سيواصل مشواره المتألق لكونه يساهم في الرفع من القيمة الفنية وتلاقح ثقافات بلدان البحر الأبيض المتوسط، كما أنه يراعي التقاليد المغربية، وهو ما يجعله مميزا في محيطه. واعتبر بنعبد الله أن مهرجان تطوان أصبح له بعد دولي يجعله يحتل مكانة مرموقة على صعيد بلدان حوض المتوسط، وكذا على المستوى العربي والإفريقي، كما يعتبر أهم نشاط ثقافي في مدينة تطوان، وهو ما يترجم البعد الهادف للمهرجان في تعميق المجال الثقافي للمدينة التي أصبحت تحتضن مهرجانا دوليا يعتبر بمثابة فضاء لانفتاح الثقافة المغربية على روافد باقي الثقافات المتوسطية. ومن جهته قال أحمد الحسني، مدير المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، إن «المهرجان سيكون مناسبة حيث يلتقي النقاد والمهتمون بالفن السابع ومخرجو هذه الأفلام، لمناقشة أسئلة التحولات التي شهدها ربيع العالم العربي، من خلال قراءاتهم المتعددة والمختلفة للأفلام المعروضة». وأضاف الحسني، أن هذه الدورة ستكتسي حُلة جديدة، يطبعها التنوع الثقافي والفني من خلال برمجة غنية ومتنوعة تضم أفلاما جديدة، وأن الأفلام المختارة تتنافس على جائزة مهرجان تطوان «الحمامة البيضاء»، منها الطويلة والقصيرة والوثائقية موضحًا أن المهرجان «سيشهد إقبالاً كبيرًا من طرف المهنيين السينمائيين بكل أصنافهم، وهو ما يُعطي المصداقية الفنية والجمالية للمهرجان، ويجعله يتبوأ المكانة اللائقة على المستوى الوطني والدولي، وأن إدارة المهرجان ستعقد العديد من الأنشطة منها تنظيم ندوة دولية مهمة حول السينما الرقمية، بتعاون مع الخزانة السينمائية الفرنسية، تشارك فيها أسماء متخصصة مغربية ودولية لإغناء المشهد السينمائي الوطني، وإعطاء فرصة للتواصل بين جميع المكونات الفنية». وينفتح المهرجان على القضايا التي يطرحها السياق الإقليمي الراهن من خلال برمجة خاصة حول السينما والحركات الاجتماعية العربية٬ تتضمن عرض أعمال وثائقية وتنظيم نقاشات حول هذه الحركات. ومواكبة للتطورات التقنية التي يعرفها مجال الفن السابع٬ تلتئم فعاليات سينمائية في مناظرة حول «السينما في العصر الرقمي». وأفاد بلاغ للمنظمين بأن المخرج الأمريكي المخضرم بيتر سكارليت والمخرج المغربي نور الدين لخماري٬ سيترأسان على التوالي٬ لجنتي تحكيم الأفلام الطويلة والقصيرة للدورة 18 لمهرجان السينما المتوسطية بتطوان. وقد تولى بيتر سكارليت إدارة عدد من كبريات المهرجانات٬ بدءا من مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي الدولي٬ في الفترة ما بين 1983 و2001٬ وهو أحد أعرق المهرجانات السينمائية الدولية. وكان له الفضل في التعريف بالأعمال الأولى لكبار السينمائيين مثل ليو كاراكس وجين كامبيون وألان كلارك وجوناثان ديم وهو هسياو-هسين وسبايك لي ومايك لي وغاي مادن وايرول موريس. بعد ذلك٬ سينتقل بيتر سكارليت إلى فرنسا٬ حيث سيشغل منصب مدير مؤسسة السينما الفرنسية. وسيكون أول خبير دولي أجنبي يتقلد وسام الجمهورية الفرنسية من درجة فارس٬ في جوق الشرف للفنون والآداب٬ الذي تمنحه وزارة الثقافة الفرنسية. وفي سنة 2003٬ تم تعيين سكارليت مديرا لمهرجان تريبيكا في نيويورك الأمريكية٬ ولمدة 6 سنوات٬ قبل أن يعين سنة 2009 مديرا تنفيذيا لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبو ظبي. أما نور الدين لخماري٬ ابن مدينة آسفي٬ فبات يعد أحد العلامات السينمائية المتميزة في المشهد السينمائي المغربي والعربي. ففي منتصف الثمانينيات انتقل إلى النرويج٬ حيث اكتسب تجربة سينمائية مغايرة أثرى بها السينما المغربية. واستطاع صاحب الفيلم الطويل «نظرة» أن يمتلك نظرة سينمائية مغايرة نافذة ومتميزة٬ كما أكدت ذلك أعماله التلفزيونية٬ فضلا عن فيلمه الأكثر إثارة وتتويجا في تاريخ السينما المغربية «كازا نيكرا»٬ في انتظار فيلمه القادم «زيرو». من جهة أخرى٬ يترأس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي السينمائي الإسباني أنطونيو ديلغادو ليث. وهو مؤسس مدير مهرجان الفيلم الوثائقي للعاصمة مدريد٬ والمستشار الفني للفنون البصرية بجهة مدريد٬ ومدير الوكالة الدولية للوثائقي بمدريد. اشتغل ديلغادو في التلفزيون مع أشهر القنوات الإسبانية «أنتينا 3» و «تيلي 5» والقناة المحلية «كنال 28». ويعد «مرور القارب» أول فيلم قصير له٬ سنة 2003٬ وآخر أعماله الوثائقية «كيف ترى مصر». جدير بالذكر أن الإدارة قررت تنظيم مائدة مستديرة حول صورة تطوان في السينما المغربية، وبرمجة ورشات تكوينية للتلاميذ وأطر التعليم المنضوية في إطار شبكة الأندية السينمائية المدرسية، بالإضافة إلى تنظيم حفل تكريم العديد من النجوم والوجوه السينمائية والفنية الوازنة من قبيل محمد إسماعيل والممثل محمد مجد. وتتميز الدورة 18 أيضا بتكريم مجموعة من السينمائيين من بينهم الممثل المغربي محمد مجد والمخرج محمد إسماعيل إلى جانب التونسي هشام رستم والمخرجة الاسبانية إيثار بولان والممثلة الفرنسية ساندرين بونير.