أعلن الرئيس التونسي منصف المرزوقي استعداد بلاده منح اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد وأقاربه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. وقال المرزوقي في مقابلة مع جريدة «لابريس» اليومية الرسمية الناطقة بالفرنسية ستنشرها كاملة غدا الأربعاء إن «تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد والمقربين منه حق اللجوء في إطار حل تفاوضي للنزاع السوري». من جهته قال الناطق باسم رئيس تونس أول أمس الثلاثاء إن بلاده مستعدة لمنح الأسد اللجوء إلى تونس إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر. وقال عدنان المنصر الناطق باسم الرئيس منصف المرزوقي لرويترز «من حيث المبدأ تونس مستعدة لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد وأفراد عائلته إذا كان هذا الاقتراح سيساهم في وقف إراقة الدماء وإنهاء قتل السوريين المستمر منذ أشهر». وكان المرزوقي قد دعا خلال مشاركته في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي أقيم السبت الماضي في تونس إلى «تمكين الرئيس السوري وعائلته وأركان نظامه من حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن أن توفره روسيا مقابل وقف حمام الدم» في سوريا. واعتبر المرزوقي، في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر أن «الحل في سورية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وعلى النموذج اليمني». وطالب الرئيس السوري «بترك منصبه لنائبه ليقود مرحلة انتقالية تشارك فيها المعارضة وتنتهي في أسرع الآجال بانتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة، تعيد إلى سوريا استقرارها في ظل نظام ديمقراطي وتعددية ووئام بين كل مكونات الشعب الواحد». وقال المرزوقي «حل كهذا بعد كل هذا الدمار والقتل أمر مناف للعدالة لكننا نعتقد أن حياة آلاف السوريين أهم من كل اعتبار ولو كانت العدالة». ودعا «كل الأطراف» وفي مقدمتها الصين وروسيا إلى «المساهمة في تفعيل هذا الخيار الذي لا نرى له بديلا آخر غير الخراب والفوضى». وأضاف أن الصين وروسيا «تستطيعان التأثير على القيادة السورية وحثها على أن لا تركب رأسها وتواصل سياسة لا نهاية لها إلا بخراب سوريا وبموت من يتعنتون في رفض الواقع مثل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي أو المثول يوما فرادى وجماعات أمام المحكمة الجنائية الدولية».