معلبات سريعة الاستعمال تحمل المطبخ المغربي إلى موائد العالم كل من زار الرواق المغربي بمعرض الخليج للأغذية 2012 (غولفود) بدبي إلا ويقف منبهرا أمام عراقة وأصالة فن الذواقة المغربية٬ منتوجات غذائية مغربية بنكهات متنوعة ومختلفة جذبت اهتمام الزوار الخليجيين ولاقت استحسانهم بالنظر لجودتها وطعمها الجذاب والمميز. من بين هذه المنتوجات٬ منتوج «طاجيني» الذي لفت انتباه الخليجيين بمعرض (غولفود) وسحرهم بنكهته وذوقه الرفيع٬ هو عبارة عن وجبات مغربية معبأة في معلبات سريعة الاستعمال٬ تتكون من أطعمة وصلصات جاهزة بدون لحم ومعدة للأكل٬ لا يستغرق إعدادها وقتا طويلا٬ تقتصر على طبق الكسكس المغربي وأطباق أخرى حسب أذواق مشتهيها. هي فكرة راودت صاحبها جميل بلحساين المقاول المكناسي الأصل٬ واختمرت في ذهنه حتى صارت قابلة للتحقيق بعدما باتت علامة تجارية مغربية مائة في المائة٬ لم تكن خطوة إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود٬ سهلة في البداية٬ يقول بلحساين٬ لكنها صارت «حقيقة بعدما أصبحت بعون الله في ما بعد علامة تجارية قائمة الذات تضاهي كبريات الماركات الغذائية العالمية». بلحساين الحاصل على درجة (الماجستير) في الاقتصاد من جامعة تولوز بفرنسا٬ والذي يعشق الطبخ المغربي حتى النخاع٬ وجد في عائلته خير معين له٬ إذ اعتمد على وصفات زوجته وحماته اللتان تعتبران على حد قوله «طباختان ماهرتان» من النوع الأصيل٬ «بمجرد ما حددنا الوصفات ونوعية الصلصات التي تستجيب لأذواق المستهلكين المغاربة٬ انتقلنا إلى مرحلة التصنيع الذاتي والإنتاج». ويضيف بلحساين٬ إنه «حرص منذ البداية على اعتماد معايير صارمة في ما يتعلق بشروط الجودة والسلامة»٬ حيث بدأ بأربعة وصفات مغربية تقليدية وهي صلصة الزيتون والزبيب والسمك والطماطم والبصل ليدخل مجال التصنيع الذاتي شيئا فشيئا حتى بات صاحب علامة تجارية تفرض نفسها في كبريات المعارض الدولية. ويقول بلحساين إن «طاجيني» منتوج غذائي يستهدف بالخصوص ساكنة المدن من الموظفين الذي يعشقون الأطباق التقليدية المغربية الجاهزة وليس لديهم الوقت الكافي لإعدادها أو لا يجيدون إعدادها أصلا. كما يستهدف المنتوج «المغاربة المقيمين في الخارج بالإضافة إلى السكان المحليين الأجانب الشغوفين باكتشاف المطبخ المغربي والمتعطشين للنكهات المختلفة والمنتوجات الغذائية الجديدة». ويتيح «طاجيني» للمستهلك٬ عبر صلصة (طاجين بدون لحم) إضافة لمسته الشخصية بإضافة كمية الخضر واللحم التي يرغب في تناولها٬ ويمكنه ذلك من الاستمتاع بنكهتها ورائحتها وطعمها الجذاب حسب رغبته واختياراته المسبقة وفي زمن قياسي. ويضيف بلحساين أنه يعتزم حاليا تطوير مشروعه «طاجيني» هذا من خلال إنشاء وحدة تصنيعية مختصة في إنتاج سلسلة جديدة من صلصات الطجين المغربي السريعة التحضير حسب الأذواق٬ مشددا على أن «الرهان صعب لكنه ليس مستحيلا»٬ خصوصا وأن العديد من المستوردين في الخارج عبروا عن رغبتهم في اقتناء المنتوج بعدما سمعوا عنه او تذوقوا طعمه. «طاجيني» لم يعد توزيعه مقتصرا فقط على الأسواق المغربية الممتازة٬ بل صار يتوزع على الصعيد الدولي في كل من دول فرنسا وبلجيكا وإسبانيا والولايات المتحدة ومستقبلا في دول الخليج٬ بعد حصوله على شهادة الجودة إيزو 2000 /إتس ا سي سي بي/ (نظام تحليل المخاطر) من اجل التحكم في سلامة الأغذية. وكان «طاجيني» قد حصل سنة 2010 على جائزة «أفضل نكهة» للسنة في المعرض الدولي للصناعات الغذائية في باريس٬ كما نال جائزة «أذواق ونكهات المغرب لعام 2010». وفي هذا السياق٬ يؤكد بلحساين أن مشاركته في معرض (غولفود) الدولي بالتنسيق مع المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب-تصدير) تروم البحث عن فضاءات تسويقية جديدة لمنتوجه «طاجيني» واستكشاف الفرص التجارية الكبيرة التي تتيحها منطقة الخليج باعتبارها سوقا استهلاكية واسعة وبوابة لإعادة التصدير نحو الأسواق الآسيوية وأسواق منطقة الشرق الأوسط. ويعتبر بلحساين٬ أن حضور مثل هاته المعارض العالمية٬ «مسألة غاية في الأهمية» لإقامة شراكات اقتصادية وتجارية مع شركات الاستيراد المتواجدة بالمنطقة٬ خصوصا مع ارتفاع وتيرة الاستهلاك الغذائي في السوق الخليجية التي تتواجد بها مراكز تسوق تجاري قادرة على استقطاب مثل هذه المنتوجات الغذائية التي تحترم شروط الجودة والسلامة. وأشار إلى أن العديد من المقاولات المغربية التي تعنى بالصناعات الغذائية باستطاعتها «إيجاد موطئ قدم لها في السوق الخليجية التي تستورد نحو 90 في المائة من حاجياتها الغذائية الأساسية٬ إذا منحت لها بعض الامتيازات في ما يتعلق بالشحن الجوي والبحري الذي تعد عائقا كبيرا أمام قطاع التصدير المغربي نحو بلدان الخليج». يشار إلى أن 18 شركة ومقاولة مغربية متخصصة في الصناعات التحويلية الغذائية تشارك في (غولفود) إلى جانب نحو 3800 شركة وعلامة تجارية عالمية متخصصة في قطاع الأغذية والمشروبات من 87 دولة. ويقام الرواق المغربي في هذا المعرض الدولي؟ الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي؟ على مساحة تقدر ب240 متر مربع. وحسب مركز دبي التجاري العالمي٬ يحظى معرض الأغذية (غولفود) «باهتمام بالغ من قبل الشركات العارضة؟ من قبيل شركات الأغذية والمشروبات والضيافة العالمية؟ بالنظر إلى الفرص التجارية الكبيرة التي يتيحها لها من اجل البحث عن أسواق جديدة لتصريف منتوجاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا». وتتوقع الجهة المنظمة؟ أن يتجاوز عدد الزائرين ل(غولفود) أكثر من 65 ألف زائر من جميع أنحاء العالم.