أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه الكاسح على انكلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة لأنه لقن نظيره الأرجنتيني درسا قاسيا وبلغ نصف النهائي للمرة الثانية عشرة في تاريخه (رقم قياسي) بالفوز عليه 4-0 يوم السبت على ملعب «غرين بوينت» في كايب تاون في ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010. ويدين «مانشافت» بفوزه الكاسح إلى الثلاثي توماس مولر وميروسلاف كلوزه (هدفان) وارنه فريديتش الذين سجلوا الأهداف الأربعة، ليؤكدوا تفوق الألمان على نظرائهم الأرجنتينيين بعد أن كانوا تغلبوا عليهم في الدور ذاته خلال النسخة الماضية في ألمانيا لكن حينها بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من مواجهة اليوم هي أنهم سيفتقدون خدمات مولر في مباراة نصف النهائي أمام الفائز من مباراة اسبانيا والباراغواي، لانه حصل على إنذار ثانٍ. وحرم رجال المدرب يواكيم لوف الأرجنتينيين من بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 20 عاماً وألحقوا بهم هزيمتهم الأولى في النسخة الحالية بعد أن حققوا أربعة انتصارات متتالية، وهو أمر لم يحققه «لا البيسيليستي» منذ النسخة الأولى عام 1930 عندما تغلب حينها على فرنسا والمكسيك وتشيلي والولايات المتحدة على التوالي. كما أوقف «مانشافت» مسلسل مباريات «لا البيسيليستي» في النهائيات دون هزيمة عند عشر على التوالي (أفضل انجاز له في تاريخ مشاركاته)، علماً بأن الهزيمة الأخيرة للمنتخب الأميركي الجنوبي تعود إلى نسخة 2002 عندما خسر أمام انكلترا صفر-2، وذلك لأن الخسارة بركلات الترجيح لا تسجل كهزيمة في سجل المنتخب المعني. وكان المنتخبان تواجها 5 مرات في العرس العالمي، الأولى عام 1958 عندما فازت ألمانياالغربية 3-1 في دور المجموعات، والثانية عام 1966 في برمنغهام وتعادلا صفر-صفر في دور المجموعات، والثالثة في المباراة النهائية لعام 1986 وفازت الأرجنتين 3-2، وثأرت ألمانيا في نهائي 1990 بهدف اندرياس بريمه من ضربة جزاء، قبل أن تحسم المواجهة الخامسة بينهما بركلات الترجيح قبل 4 أعوام. وفي المجمل، تواجه المنتخبان في 19 مناسبة مع اليوم وتتفوق الأرجنتين في 8 انتصارات، مقابل 6 للألمان، فيما انتهت المباريات الخمس الأخرى بالتعادل. وضرب المنتخب الألماني منذ البداية تحت أنظار المستشارة انغيلا ميركل ورئيس جنوب أفريقيا ياكوب زوما والقائد الغائب عن النهائيات ميكايل بالاك حيث افتتح التسجيل منذ الدقيقة الثالثة برأسية من المتألق مولر الذي سبق نيكولاس اوتاميندي إلى الكرة بعد ركلة حرة نفذها باستيان شفاينشتايغر من الجهة اليسرى ووضعها في شباك الحارس سيرخيو روميرو الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الهدف. وهذا الهدف الرابع لمولر في النهائيات فلحق بالهولندي ويسلي سنايدر والأرجنتيني غونزالو هيغواين والسلوفاكي روبرت فيتيك والإسباني دافيد فيا إلى صدارة الهدافين، ومنح بلاده هدفها رقم 200 في نهائيات كأس العالم، وهو أمر لم يحققه سوى المنتخب البرازيلي الذي تجاوز حاجز ال200 وقد رفع «سيليساو» رصيده إلى 210 هدفا في النسخة الحالية التي ودعها أمس على يد هولندا، علما بأن «مانشافت» هو أكثر المنتخبات تلقيا للأهداف أيضا ب114 هدفا حتى الآن وأكثر المنتخبات خوضا للمباريات مشاركة مع البرازيل (97)، وهو سينفرد بالرقم القياسي بتأهله إلى نصف النهائي. وبدا المنتخب الأرجنتيني بصورة أفضل في بداية الشوط الثاني حيث حاصر لاعبي ألمانيا في منطقتهم وكان قريبا من ادارك التعادل بكرة صاروخية أطلقها انخل دي ماريا من خارج المنطقة إلا أن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الأيمن (48). وجاء رد الألمان مثمرا بعد لعبة جماعية مميزة أنهاها مولر بتمريره الكرة إلى بودولسكي وهو ملقي على أرض الملعب فكسر بودولسكي مصيدة التسلل ثم مرر بهدوء ودون أي ضغط الكرة إلى كلوزه الذي أودعها الشباك الخالية (68)، ثم أضاف الهدف الرابع في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء بتسديدة «طائرة» من مسافة قريبة بعد عرضية متقنة من اوجيل، مسجلا هدفه الرابع في النسخة الحالية والرابع عشر في العرس الكروي ليتقدم على الأسطورة البرازيلي بيليه (12) ويصبح على بعد هدف من معادلة الرقم القياسي الذي يملكه البرازيلي الأخر رونالدو (15). ولم يكد المنتخب الأرجنتيني يستفيق من صدمة الهدف الثاني حتى اهتزت شباكه للمرة الثالثة عندما توغل شفاينشتايغر على الجهة اليسرى وتلاعب بالمدافعين قبل أن يمرر الكرة على طبق من فضة لارنه فريدريتش الذي أودعها في الشبك موجها الضربة القاضية للأرجنتينيين، قبل أن يختم كلوزه بهدف رابع على شاكلة الهدفين الثاني والثالث.