ساركوزي يدعو إلى رحيل النظام السوري وبوتين يدافع عن الأسد قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن حكم الرئيس السوري بشار الأسد يتعين أن ينتهي. وأضاف ساركوزي «كفى.. النظام يجب أن يرحل وما من سبب يمنع السوريين من حقهم في ان يعيشوا حياتهم ويختاروا مصيرهم بإرادتهم. لو لم يكن هناك صحفيون لازدادت المجازر سوءا». وجاءت تصريحات ساركوزي المتشددة بينما كان يتحدث عن مقتل صحفيين غربيين في قصف لمدينة حمص. ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقتل صحفيين أحدهما المصور الفرنسي ريمي اوشليك والأمريكية ماري كولفن التي تعمل لدى صحيفة صنداي تايمز البريطانية بأنه عملية «اغتيال». وطالبت فرنسا وبريطانيا بتوفير العلاج الطبي على وجه السرعة لثلاثة صحفيين غربيين آخرين أصيبوا في الهجوم على منزل في حمص. وقال نشطاء إن أكثر من 60 جثة لمقاتلي المعارضة والمدنيين انتشلت من منطقة واحدة هي حي بابا عمرو بعد القصف بعد ظهر الأربعاء. وكان 21 شخصا آخر قتلوا في وقت سابق من نفسه. وقال ناشطون إن القوات السورية أمطرت بالصواريخ والقنابل الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة حمص يوم الأربعاء وحولت المباني إلى أنقاض وقتلت أكثر من 80 شخصا بينهم صحفيان غربيان. ويأتي هذا القصف تكثيفا لهجوم مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع لسحق المقاومة في حمص، وهي من النقاط المحورية في الانتفاضة المتأججة في أنحاء البلاد على حكم الأسد المستمر منذ 11 عاما وأثارت شدة القصف غضبا دوليا. وأظهرت لقطات فيديو وضعها ناشطون من المعارضة على الانترنت المباني المدمرة والشوارع المهجورة وأطباء يعالجون المدنين الجرحى في أحوال بدائية في حي بابا عمرو الهدف الرئيسي لغضب الأسد. وقتل الصحفيان الأجنبيان حين سقطت صواريخ أطلقتها القوات الحكومية على المنزل الذي كانا فيه بالمدينة بعد أن تسللا عبر الحدود اللبنانية إلى حمص. وقال جون ويثرو رئيس تحرير صحيفة صاندي تايمز ان كولفن وزملاءها استهدفوا عن عمد. وقال ويثرو على شاشة تلفزيون بي.بي.سي «أنهم كانوا قطعا يعلمون أنها هناك من قصصها وتقاريرها الإذاعية. والسؤال هو هل كان بإمكانهم استخدام وسائل التكنولوجيا أو أي وسائل أخرى ليعرفوا بالضبط أين كانت تختبئ هي والصحفيون الآخرون؟ وأضاف قوله «يبدو لي انه من المنطقي تماما افتراض أنهم استهدفوهم». وفي آخر رسالة بعثت بها كولفن وصفت البؤس داخل حي بابا عمرو. وقالت في الإذاعة البريطانية أن النساء والأطفال يحتشدون في الأقبية يتملكهم الخوف وان طفلا في الثانية من العمر مات أمامها. وفي الهجوم نفسه أصيب أيضا المصور البريطاني بول كونروي والصحفية الفرنسية اديت بوفييه -وهي صحفية حرة تسللت إلى سوريا لإعداد تقرير لصحيفة لو فيجارو الفرنسية والمصور وليام دانييلز ومقره باريس. وقال نشطاء إن بوفييه «31 عاما» تتلقى العلاج في مستشفى ميداني سيء التجهيز في حي بابا عمرو المحاصر بمدينة حمص والتي تتعرض لقصف من الجيش السوري منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبا. وقال عضو في جماعة أفاز -وهي جماعة حقوقية عالمية تعمل مع الصحفيين والنشطاء داخل سوريا- «هناك خطورة كبيرة من أنها «بوفييه» ستنزف حتى الموت دون رعاية طبية عاجلة. نحاول باستماتة نقلها للخارج نعمل كل في استطاعتنا في بيئة خطيرة للغاية». وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إنه «يتحتم» على الجيش السوي وقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الانسانية سريعا». مضيفا أن رد فعل الحكومة السورية غير كاف بشأن إصابة بوفييه التي قالت تقارير انها تواجه خطر الموت متأثرة بجراحها. من جانب آخر، قال الكرملين إن رئيسي روسيا وإيران أكدا الأربعاء أن الأزمة في سوريا يجب أن تحل سلميا بدون تدخل أجنبي. وقال المكتب الإعلامي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في بيان أن ميدفيديف ونظيره الايراني محمود أحمدي نجاد بحثا هاتفيا «الوضع المأساوي الذي يتطور في أنحاء سوريا» بعد يوم من فتح الولاياتالمتحدة الباب فيما يبدو لتسليح المنشقين السوريين في نهاية الأمر. وقال المكتب الإعلامي في البيان «أيد الجانبان تغلب السوريين بأنفسهم على الأزمة بأسرع ما يمكن من خلال وسائل سلمية تماما بدون تدخل أجنبي». وحمت روسيا الرئيس السوري بشار الأسد من إدانة وعقوبات محتملة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال عام من العنف الذي تنحي معظم الدول بالمسؤولية فيه على حكومة الأسد. واستخدمت موسكو حق النقض «الفيتو» مرتين لعرقلة صدور قرارات بالاشتراك مع الصين. وتمشيا مع الموقف الروسي قال الكرملين أن ميدفيديف وأحمدي نجاد وجها الدعوة إلى حوار سياسي سوري داخلي «دون شروط مسبقة» وهي صياغة تعني انه يجب عدم مطالبة الاسد بالتنحي كشرط للمحادثات. وقال الكرملين أنهما طالبا أيضا «بمواصلة» الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا.