تأخر الفلاحين في زراعة البطاطس تسبب في إلحاق الضرر بها أكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الرباط، سلا، زمور، زعير، أن موجة الصقيع التي عرفتها الجهة خلال الأسابيع الماضية «تسببت في إلحاق الضرر ببعض الزراعات المبكرة المتعلقة خاصة بالخضراوات لا سيما البطاطس الخريفية». وأوضح أن ما بين 600 و700 هكتار من مجموع 1200 هكتار مخصصة لزراعة البطاطس المبكرة أو ما يسمى بالبطاطس الخريفية بمناطق الصخيرات (400 هكتار) وتيفلت وسلا (أزيد من 200 هكتار)، قد تأثرت بموجة الصقيع التي شهدتها الجهة وذلك نتيجة تأخر الفلاحين في زراعة هذا النوع من البطاطس خلال شهر أكتوبر ليتم جنيه في يناير. وأضاف أن «تأخر الفلاحين في زراعة هذه البطاطس إلى أواخر شهر دجنبر الماضي جعل فترة نضجها تتزامن مع موجة الصقيع مما تسبب في إلحاق الضرر بها». وأشار إلى أنه باستثناء تضرر البطاطس الخريفية، فإن باقي الزراعات الخريفية الأخرى لم تتأثر بموجة الصقيع كالحبوب (القمح الطري والصلب) والقطاني (عدس والحمص) والزراعات الكلئية، إضافة إلى الورديات (أشجار التفاح والخوخ) وذلك راجع لكون أغلب الفلاحين بالجهة قاموا بحرث الأراضي المخصصة لهذه الزراعة «مبكرا»، موضحا أنه سيتم تدارك التباطؤ الخفيف لنمو هذه الزراعات الخريفية الذي سببته موجة الصقيع وذلك عند السقوط المحتمل الأمطار. وأكد أن التساقطات المطرية الأخيرة التي سجلت منذ بداية الموسم الفلاحي 2011/2012 بجهة الرباطسلا زمور زعير «رغم قلتها» كان لها «تأثير إيجابي» على المحاصيل الزراعية لاسيما الحبوب، معربا عن الأمل في أن يكون الموسم الفلاحي «جيدا إذا هطلت الأمطار في الأسابيع المقبلة»، مشيرا في هذا الإطار إلى أن مجموع هذه التساقطات بلغ 265 ملم مسجلة نقصا بنسبة تتراوح بين 30 و36 بالمائة. أما بخصوص الإجراءات التي وضعتها مديرية الفلاحة لمواجهة موجة الصقيع بالجهة، فقد أبرز السيد الهرهوري أن المديرية قامت بإحداث لجنة مهمتها الوقوف ميدانيا على الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية نتيجة موجة الصقيع التي تعرفها الجهة ودعم الفلاحين الأكثر تضررا من هذه الموجة. وتم، حسب السيد الهرهوري، تسطير ثلاث مستويات من الدعم منذ بداية الموسم الفلاحي، يتمثل الأول في تأطير الفلاحين وإرشادهم وتحسيسهم بأهمية استعمال المبيدات لمحاربة الأعشاب الضارة وكذا استعمال الأسمدة لاسيما الأزوتية منها من أجل محاربة الطفيليات، مشيرا إلى أنه تم خلال هذا الموسم الفلاحي توزيع 73 ألف و512 قنطار من الأسمدة على الفلاحين بالجهة، أي بزيادة 26 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية. أما الدعم الثاني فيتمثل في خفض أثمنة المبيدات ضد الطفيليات والأعشاب الضارة، فيما يتمثل الدعم الثالث في التأمين على المخاطر الفلاحية. وتجدر الإشارة إلى أن مجموع المساحات المزروعة بالحبوب والقطاني والزراعات الكلئية بالجهة تقدر ب284 ألف و64 هكتار، منها 234 ألاف و40 هكتارا مخصصة لزراعة الحبوب (بنسبة ناقص 11 بالمائة) موزعة على 239 ألف و985 هكتار بالخميسات ونواحيها و44 ألف و79 هكتار بالرباطوسلا ونواحيهما. وتتوزع هذه المساحة المخصصة للحبوب إلى القمح الطري ب 145 ألف و600 هكتار (بنسبة ناقص تسعة بالمائة)، والقمح الصلب ب22 ألف 970 هكتار (بنسبة ناقص 8ر16 بالمائة) والشعير ب 64 ألف و470 هكتار (بنسبة ناقص 14 بالمائة). أما المساحة المزروعة من القطاني فتقدر ب23 ألف و 852 هكتار (بنسبة زائد خمسة بالمائة)، منها الفول ب11 ألف و162 هكتار (بنسبة زائد 24 بالمائة) والعدس ب9850 هكتار (بنسبة زائد 23 بالمائة)، والحمص الخريفي ب2640 هكتار (بنسبة ناقص 12 بالمائة)، أما فيما يتعلق بالحمص الربيعي فتتوقع المديرية زراعة مساحة تقدر بحوالي ألفي هكتار. أما الزراعات المتنوعة فتقدر مساحتها ب26 ألف و172 هكتار (بنسبة ناقص 7ر20 بالمائة). وكان بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري قد أكد أن موجة الصقيع التي عرفها المغرب خلال الأسابيع الماضية قد تسببت في إلحاق الضرر ببعض الزراعات المبكرة في بعض جهات المملكة، خاصة بجهتي الغرب واللوكوس وبدرجة أقل جهة الرباط - سلا - زمور - زعير. وأشار البلاغ إلى أن الحكومة، وبعد جرد الحصيلة النهائية، ستعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل دعم الفلاحين المتضررين، مؤكدا أن الوزارة ستراقب عن كثب تطور حالة الزراعات بسبب موجة الصقيع، التي قد تخفض من وتيرة نمو الزراعات، خاصة الهشة منها.