مهزلة نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون وغينيا الاستوائية، والتي بصم عليها منتخبنا الوطني لكرة القدم لن تسكت الألسن عن الحديث حولها، لأن ما فعل بالكرة المغربية بأدغال افريقيا اعتبره الكل فضيحة بجلاجل»، واعتبره كافة المغاربة عضة ألم، وحشرجة أسى سكن أفئدتهم، لكن إجماع الكل على أن الغرور اعتبر سببا رئيسيا في المهزلة. فرعم أن للمنتخب المغربي نجوم سطعت فوق الملاعب العالمية المعشوشبة، فإن ذلك لم يشفع لها في تسلق سلاليم الانتصار وضمان استمرارية البقاء لمواصلة مشوار الأدوار اللاحقة، وكان الإقصاء في الدور الأول. فكرة القدم بحجمها المستدير، لا تستقيم على حال من الأحوال، فهي تتغير حسب المعطيات الاستعدادية النفسية لكل فريق من الفرق المتنافسة، واذا ما كان اللاعبون مغرورون ومستصغرين للخصوم، ومعتبرين أنفسهم أقوياء وفوق الآخرين، فأكيد سيكون مأواهم الانهزام. وهذا بالطبع ما وقع للمنتخب الوطني بنهائيات كأس إفريقيا للأمم، لقد دخل المنافسة وهو متوج قبل الأوان، تصريحات تلو الأخرى لغيريتس بأن الكأس من نصيبنا، تصريحات بعض اللاعبين بكون الفرصة مواتية هذه المرة وسيكون الظفر بالكأس حقيقة. الإعلام المغربي بدوره نهج نفس المسلك ليكون منتخبنا حاضرا بدمه ولحمه وهيكله، وليس بذهنه وذكائه ومهارته، ليعتبر إقصاؤه مفاجأة بالنسبة للعديد من المهتمين بعالم كرة القدم باسترجاعهم لشريط التأهل المستحق والذي كان يشجع على التفاؤل والفوز الكاسح على الجزائر برباعية. إن اهتمام المسؤولين يتحتم أن ينصب على تشييد صرح منتخب قوي قادر على مواجهة الضغط النفسي، منتخب لا تعصف به عواصف الغرور؛ فإلى متى سنبقى نحضر الولائم بلا ترحيب، ونأكل بلا غسيل، ونرقص للأعمى، وهو عن رقصنا مشغول!.. فبالأمس القريب حط فريقنا الوطني رحاله بالغابون، ولم تغرب عليه شمس الأصيل حتى وجد نفسه يتسابق للرجوع بلا كأس، ولا تأهيل للدور الثاني ولا هم يحزنون... إنه الغرور. لقد حلمنا بترحيل كأس افريقيا مرة ثانية بعد 1976 الى المغرب، ولكننا لم نكن نحلم بهزائم متتالية وبطرق بدائية، والمشكل أن اللوم كل اللوم يتحمله الجميع في الإفراط في الغرور، غرور جماعي لمسيرين ولاعبين ومدرب وإعلام. وختاما ما علينا إلا أن نرثي منتخبنا المشاركة في نهائيات كأس افريقيا للأمم بالغابون وغينيا والاستوائية، ونبكي زمنا كان فيه «أسود الأطلس» تخيف القناصين فأصبح العكس هو الصحيح.