تواصل الديبلوماسية المغربية خطواتها من أجل تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع حكومات في بلدان من مختلف القارات. في هذا السياق قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، بزيارة بداية الأسبوع الجاري، إلى البرتغال استقبل خلالها من قبل الرئيس البرتغالي، انيبال كافاكو سيلفا، بداية بقصر باليم بلشبونة. الوزير المغربي، قال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرئيس البرتغالي أبرز خلال هذا اللقاء جودة علاقات التعاون والصداقة بين البرتغال والمغرب، وتأكيده على أهمية العمل من كلا الجانبين لتوطيدها وتقويتها أكثر. وأبرز العثماني، أن الرئيس البرتغالي أكد أيضا على أن النموذج المغربي يمكن أن يكون مثالا يحتذى بالنسبة للعالم العربي. ودعا الرئيس البرتغالي -يضيف العثماني- إلى العمل سوية من أجل أن يكون الاجتماع رفيع المستوى الذي سيعقد خلال هذه السنة مفيدا للعلاقات الثنائية وأن يساهم في تعزيزها أكثر. وكان العثماني قد تباحث، خلال الزيارة التي استغرقت يومين، مع الوزير الأول البرتغالي، بيدرو باسوس كويلو، حول وسائل وآليات تقوية علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين. وأضاف الوزير أن المباحثات مع رئيس الجهاز التنفيذي البرتغالي تناولت أيضا التحضيرات للاجتماع رفيع المستوى الذي ينعقد سنويا بين رئيسي حكومتي البلدين. كما كانت القضايا الدولية والإقليمية الراهنة في صلب المباحثات بين رئيس الدبلوماسية البرتغالية والعثماني الذي تباحث كذلك مع نائبة رئيس الجمعية الوطنية، تيريزا كييرو. وتعكس زيارة سعد الدين العثماني للبرتغال الإرادة القوية للمغرب في تعزيز العلاقات التاريخية والعريقة التي تجمع البلدين اللذين عرفا كيف ينسجان على مدار السنين علاقات متميزة مبنية على الصداقة والثقة والشعور بأهمية الجوار. وهي تبرز العزيمة الصادقة في الدفع أكثر بالشراكة الإستراتيجية التي تربط لشبونة والرباط. وكان سعد الدين العثماني، قد قام بزيارة مماثلة لإسبانيا، تعكس الأهمية القصوى التي يوليها المغرب لتنمية وترسيخ علاقاته مع جيرانه بشبه الجزيرة الايبيرية. وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ونظيره الاسباني خوسي مانويل غارثيا مارغايو، خلال ندوة صحفية مشتركة، عزم البلدين على تعزيز علاقات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والبرلمانية. كما أكد وزيرا خارجية البلدين، خلال هذه الندوة الصحفية التي حضرها العديد من ممثلي وسائل الإعلام الاسبانية والعربية والدولية, عزمهما على الحفاظ على وتيرة اللقاءات التشاورية الدائمة بخصوص العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية. ووصف العثماني العلاقات التي تجمع بين البلدين بأنها «عميقة في التاريخ»، مؤكدا أن «ما يجمع بين الشعبين المغربي والاسباني أكثر بكثير من نقط الخلاف». وقال، في هذا الصدد، «إننا نؤسس اليوم لأرضية صلبة ومتينة من أجل المستقبل ولنا الإرادة الراسخة لفعل ذلك»، مشيرا إلى أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الاسباني تناولت عددا من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية ذات الاهتمام المشترك. وأوضح العثماني أن الجانبين أكدا، في ما يتعلق بالمستوى السياسي، عزمهما على إعطاء دينامية للتشاور السياسي، مذكرا بالاتفاق، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي مؤخرا إلى المغرب، على عقد اجتماع اللجنة المشتركة العليا المغربية الاسبانية قبل متم السنة الجارية بمدينة الرباط. وأكد أنه سيتم الإعداد بشكل جيد لهذه اللجنة المشتركة العليا من قبل جميع الوزارات لضمان إنجاح هذا الاجتماع من مستوى عال. ومن جهته، أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن تكثيف العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا شكل محور المباحثات التي أجراها مع العثماني، مشيرا إلى أن «البيت المتوسطي» («كاسا ميديترانيا» الذي يوجد مقره بمدينة أليكانطي (شرق إسبانيا) ومعهد ثيربانتيس الذي يتوفر على العديد من الفروع في مختلف بقاع العالم (من بينها فروع في العديد من المدن المغربية) سيكرسان الكثير من جهودهما لتحقيق هذا الهدف. وعلى صعيد آخر أعلن غارثيا مارغايو أنه سيتم قريبا تنظيم لقاء بين البرلمانيين المغاربة والإسبان سيخصص لتدعيم العلاقات بين المؤسستين البرلمانيتين في كلا البلدين. وفي ما يتعلق بالمجال الأمني أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن موضوع مكافحة الإرهاب شكل أحد المواضيع التي تم بحثها خلال هذا اللقاء، موضحا أن الجانبين اتفقا على تعزيز تعاون «يتجاوز جوانب الأمن ومراقبة الهجرة». وقال ان البلدين اتفقا على «بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة تهريب المخدرات وخصوصا عن طريق الطائرات الخفيفة». وفي ما يتعلق بالعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أبرز رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن بلاده ستعمل على أن تحقق هذه العلاقات «نقلة نوعية»، معربا عن ارتياحه لمصادقة بلدان الاتحاد الاوروبي على السماح للمفوضية الأوروبية بالتفاوض على اتفاق جديد الصيد البحري مع المغرب وذلك بعد رفض البرلمان الأوروبي تمديد هذه الاتفاقية. ومن جهة أخرى قال وزير الخارجية الاسباني ان بلاده تؤكد مجددا دعوة المغرب لحضور المؤتمر الأمريكي اللاتيني المقبل الذي سيتميز بتنظيم ندوة حول تجربة الإصلاحات الديمقراطية التي أطلقتها المملكة.