أكدت اسبانيا على لسان وزير خارجيتها، خوسي مانويل غارثيا مارغايو، اليوم الجمعة، مجددا، أنها تأمل في التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء يكون مقبولا من قبل كافة الأطراف المعنية. وأكد غارثيا مارغايو، خلال ندوة مشتركة بقصر بيانا بمدريد رفقة نظيره المغربي سعد الدين العثماني، أن موقف بلاده من قضية الصحراء واضح، وقال إن الحكومة الإسبانية تأمل في التوصل إلى إيجاد حل يحظى بقبول الأطراف المعنية في إطار منظمة الأممالمتحدة. وأشار رئيس الدبلوماسية الإسبانية ، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء المغربية، إلى أن "الحكومة الإسبانية غير معنية بطريقة ممارسة تقرير المصير"، مؤكدا أن "أي حل يجب أن يكون موضوع اتفاق بين الأطراف المعنية" بقضية الصحراء في إطار الأممالمتحدة. إلى ذلك، تناولت الندوة الصحافية عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد المغرب وإسبانيا حرصهما الأكيد على توطيد العلاقات الممتازة التي تجمع بين البلدين والارتقاء بها في كافة المجالات. وفي هذا السياق، وصف العثماني العلاقات التي تجمع بين البلدين بأنها "عميقة في التاريخ"، مؤكدا أن "ما يجمع بين الشعبين المغربي والاسباني أكثر بكثير من نقط الخلاف". وقال، في هذا الصدد، "إننا نؤسس اليوم لأرضية صلبة ومتينة من أجل المستقبل ولنا الإرادة الراسخة لفعل ذلك". وأوضح العثماني أن الجانبين أكدا، في ما يتعلق بالمستوى السياسي، عزمهما على إعطاء دينامية للتشاور السياسي، مذكرا بالاتفاق، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي مؤخرا إلى المغرب، على عقد اجتماع اللجنة المشتركة العليا المغربية الاسبانية قبل متم السنة الجارية بمدينة الرباط. وأكد أنه سيتم الاعداد بشكل جيد لهذه اللجنة المشتركة العليا من قبل جميع الوزارات لضمان إنجاح هذا الاجتماع من مستوى عال. وعلى المستوى الاقتصادي أبرز العثماني أن المغرب يرحب بالشركات الراغبة في الاستثمار في المغرب، مشيرا إلى تواجد 1500 شركة إسبانية بالمملكة. وفي ما يتعلق بالعلاقات الأمنية أعلن العثماني أن وزير الداخلية الاسباني خورخي فيرنانديث دياث سيقوم قريبا بزيارة عمل للمغرب من أجل مناقشة جميع الإشكاليات المنية المعلقة بين البلدين. أما على المستوى الثقافي، فأشار الوزير إلى أن الحكومتين اللتين توليان "أهمية خاصة" لهذا الجانب مقتنعتان بضرورة تعميقها أكثر في المستقبل. وفي معرض جوابه على سؤال حول موقف المغرب بشأن اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوروبي أكد العثماني أن المغرب، الذي لم يقرر توقيف العمل بهذا الاتفاق، "منفتح" على أي حوار حول هذا الموضوع. وفي ما يتعلق بموضوع الاتفاقية الفلاحية بين المغرب والاتحاد الاوروبي، أعرب عن أمله في أن يصادق البرلمان على هذه الاتفاقية وأن يعمل الجميع على ذلك، مؤكدا أن "المغرب يريد نتيجة إيجابية للعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي لما فيه مصلحة الجانبين". ومن جهته، أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن تكثيف العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا شكل محور المباحثات التي أجراها مع العثماني، مشيرا إلى أن "البيت المتوسطي" ("كاسا ميديترانيا" الذي يوجد مقره بمدينة أليكانطي (شرق إسبانيا) ومعهد ثيربانتيس الذي يتوفر على العديد من الفروع في مختلف بقاع العالم (من بينها فروع في العديد من المدن المغربية) سيكرسان الكثير من جهودهما لتحقيق هذا الهدف. وعلى صعيد آخر أعلن غارثيا مارغايو أنه سيتم قريبا تنظيم لقاء بين البرلمانيين المغاربة والاسبان سيخصص لتدعيم العلاقات بين المؤسستين البرلمانيتين في كلا البلدين. وفي ما يتعلق بالمجال الأمني أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن موضوع مكافحة الارهاب شكل أحد المواضيع التي تم بحثها خلال هذا اللقاء، موضحا أن الجانبين اتفقا على تعزيز تعاون "يتجاوز جوانب الأمن ومراقبة الهجرة". وقال ان البلدين اتفقا على "بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة تهريب المخدرات وخصوصا عن طريق الطائرات الخفيفة". وفي ما يتعلق بالعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أبرز رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن بلاده ستعمل على أن تحقق هذه العلاقات "نقلة نوعية"، معربا عن ارتياحه لمصادقة بلدان الاتحاد الاوروبي على السماح للمفوضية الأوروبية بالتفاوض على اتفاق جديد الصيد البحري مع المغرب وذلك بعد رفض البرلمان الاوروبي تمديد هذه الاتفاقية.