إلى متى ستظل كرة القدم تخاصمنا في المحافل القارية الدولية، نعم، إن لم نتدارك الموقف فستظل الحالة على ماهي عليه لأسباب عدة، نلخصها في التهاون والتلاعب بالمسؤوليات والافراط في الثقة، فعندما حطت نخبتنا رحالها فوق تراب الغابون لم تعرف كيف تصون كرامتها وكانت المهزلة. إنه عندما نكتب لسنا ضد أحد، ولا نكتب لأجل الإساءة لأحد وإنما نكتب من أجل تصحيح المسار ومن منطلق الغيرة الوطنية. من منكم ينكر أن بعض لاعبينا افتقد الروح القتالية؟ من منكم ينكر أن التفكك كان بارزا في الربط بين خطوط منتخبنا، وكان غير منظم في أدائه، وكان الارتجال هو الطاغي، وتجلى في ضعف بعض اللاعبين بجلاء. بربكم هل تصدقون بلدا كالمغرب يزخر بالطاقات الواعدة والموهوبة في مجال كرة القدم بهذا المستوى الباهت؟.. بربكم هل تصدقون أن تكون لقمة سائغة في أيدي منتخبا تونس والغابون؟.. بربكم هل تصدقون أن كرة القدم تردت وتدهورت في تمثيليتها لنا؟ رياضة طالما علقنا عليها آمالنا؟ وبكبوة الغابون تكون جامعة كرة القدم قد كشفت عن أوراقها، ووضحت الانفراد بالرأي والتعنت لتلوث كل شيء، تسير بعيدا كل البعد عن المبتغى وعن التسيير الذي نادينا به، فأحرى أن ترفع من المستوى، وتحافظ على المكتسبات والانجازات السابقة. ولعل التأطير غير اللائق، والتخطيط غير المتقن أسباب ساهمت في تدهور كرتنا، وما المشاركات السلبية المتكررة لمنتخباتنا خلال التظاهرات القارية إلا دليل صارخ وقاطع على المسيرة المنحطة لكرتنا. إن الغيورين ببلادنا بدأ اليأس يدفع بهم إلى استحالة عودة كرتنا الى سالف عهدها، ذاك العهد الذي لازال التاريخ يشهد لها بما حققته من ألقاب. إن ما يزيد الطين بلة، هو إصرار الجامعة في تماديها بالتعامل السلبي، وسكوت الوزارة الوصية على المهازل المتتالية؛ من المفروض إذا، والحالة هاته، أن نفعل المستحيل من أجل استرجاع كرتنا لتنتعش من جديد فوق تراب القارة السمراء، ونضعها بين أيادي آمنة تعرف كيف ترعاها وتنميها وتحيطها بأطر تقنية ولاعبين يحسنون معاملتنا من أجل الدفاع عن القميص الوطني. ولتكن المبادرة الأولى بالبحث عن رجال أكفاء قادرين على حمايتها، غير متطفلين كالذين نفذوا فيها حكم «النفي» بعدما كانت رائدة قاريا. فهل من منقذ لهذه اللعبة الشعبية وتفاديها المهازل التي مافتئت تعصف بها وإيقاف هذا النزيف السائل، بعيدا عن الغرور وعدم الانضباط والتفكير المادي مع وضع القميص الوطني فوق كل اعتبار وإلاستماثة في الدفاع عنه في جل التظاهرات.