طوقت قوات الأمن، صباح أمس الخميس حي الكوشة، بعد اندلاع مواجهات بين سكان الحي والقوات العمومية. واستمرت المواجهات بين شبان حي الكوشة بتازة والقوات العمومية إلى وقت متأخر من ليلة الأربعاء الخميس، وانتقلت إلى حي تازة العاليا (المدينة القديمة). وأفاد مراسل بيان اليوم بالمدينة، أن هناك العشرات من الإصابات في صفوف الطرفين، وأن قوات الأمن قد داهمت عدد من المنازل بحي الكوشة حوالي الساعة 12 من ليلة الأربعاء الخميس. وأضاف مراسل الصحيفة أن المصابين من شبان الحي لا يقصدون المستشفى المركزي للمدينة، من أجل إسعافهم، خوفا من الاعتقال. واندلعت المواجهات بعد انطلاق محاكمة 5 أشخاص بتهمة إثر بتهمة المس بالنظام العام، والاعتداء على ملك الغير، صباح أول أمس الأربعاء. وكشف مراسل الصحيفة بالمدينة، أن ما يقارب 50 شخصا، من حي الكوشة نظموا وقفة أمام المحكمة الابتدائية في شارع مولاي يوسف، مطالبين إطلاق سراح الأشخاص الستة المحالين على المحاكمة، وكانوا قد اعتصموا بولاية الأمن بالمدينة مساء الثلاثاء. وحوالي الساعة الثانية عشر، اتجه المتجمهرون إلى حي الكوشة، وانطلقت المواجهات مع قوات الأمن، والتي استمرت لأزيد من عشر ساعات. إلى ذلك، تشير مصادر من عين المكان إلى أن المسؤول الأول عن هذه المواجهات هو عامل المدينة، وطريقة تعامله مع السكان. وتضيف نفس المصادر أن رحيل عامل المدينة، قد يخفف من حدة المواجهات، يعيد الهدوء للمدينة. وكانت مواجهات سابقة في مدينة تازة، قد أسفرت، عن إصابة أزيد من عشرين شخصا من المحتجين، بينهم معطلون وطلبة وتلاميذ، حيث تبقى هذه الحصيلة في صفوف المدنيين غير محددة بالضبط، ولا يمكن حصرها، نظرا لأن المصابين لم يقصدوا المستشفيات لتلقي العلاجات، خوفا من المتابعة القضائية. وقد كانت حصيلة هذه الأحداث ثقيلة، أيضا، في صفوف القوات العمومية، حيث أصيب بجروح متفاوتة الخطورة، حسب مصدر أمني من تازة، 26 عنصرا، 17 منهم إصابتهم وُصفت بالبليغة، 14 ينتمون إلى صف القوات المساعدة و3 ينتمون إلى سلك الأمن الوطني، وقد تم نقل 5 حالات إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضرورية، فيما تم الاحتفاظ بآخرين بمستشفى ابن باجةبتازة، وحالتهم لا تدعو إلى القلق. يذكر، أن موجهات تازة السابقة، اندلعت مع القوات العمومية بعد «التحام» وقفة احتجاجية لمعطلين أمام مقر عمالة تازة ومسيرة أخرى لطلبة من الكلية المتعددة الاختصاصات لتازة كانت متوجهة نحو المحكمة لمؤازرة طالب قاعدي (عز الدين الرويسي) يتابع في ملف سابق، قبل أن ينظم إليهم شبان وتلاميذ ينتمون لحي الكوشة الشعبي المجاور لمقر العمالة، وهو الحي الذي كان يعرف احتقانا بسبب سخط السكان من غلاء فواتير الماء والكهرباء للفترة الأخيرة.