قصة علاقة أقيم في العاصمة البريطانية لندن، معرض فريد من نوعه لصور رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل، حيث تم وضع نتاج احد أكثر السياسيين البريطانيين شهرة في دار- المتحف، «لايتون»، مع صور معلم الرسم المغربي المعترف به حسن الغلاوي. وتضمن المعرض، الذي حمل عنوان «لقاءات في مراكش» ، 9 لوحات لتشرشل و 15 للغلاوي، الا ان ليس الرسم فقط ما جمع الفنانين. فقد رأى رئيس الوزراء البريطاني الاسبق للمرة الاولى اعمال الغلاوي، الشاب من عائلة كبيرة، والتي خلفت لديه انطباعات جيدة، خلال زيارته الى «احد اكثر الاماكن روعة في كل العالم»، كما كان يصف تشيرتشيل بنفسه مراكش. وكان تشيرتشيل على معرفة بوالده تهامي الغلاوي، الباشا ذو النفوذ الواسع، فأقنعه بأن يعطي ابنه فرصة لاظهار موهبته، بغض النظر عن التصورات السائدة في ذلك الوقت حول الرسم الذي كان يعتبر عملا يتنافى مع تعاليم الاسلام. ولم تخطئ تنبؤات تشيرتشيل ازاء موهبة حسن الغلاوي الذي اصبح اليوم احد اكثر فناني شمال افريقيا شهرة في العالم. واعترف الغلاوي بأنه «يفكر بشكل دائم في أنه لولا ذلك اللقاء المصيري مع ونستون تشرشل عام 1943 لحال موقف والدي من تعلقي بالرسم دون ممارسة حياة الفنان العجيبة والمرضية هذه». وقال: «بالنسبة لي فهو شرف عظيم مشاركة المعرض مع انسان، لا يحظى بمكانة عظيمة في التاريخ فقط، بل ولعب دورا كبيرا في حياتي». بدوره نوه مدير دار المتحف «لايتون» دينيال روبينس: ب»سعادتنا الغامرة لاستقبالنا هذه المجموعات، ليس فقط لانها رسومات بارزة، بل ونظرا لانها تقص علينا هذه القصة الممتعة». وكان تشرشل قد اكتشف في نفسه الميل الى الرسم عقب الحرب العالمية الاولى، وقد ساعد بول مايز صديق المسؤول السياسي المعروف على تذوقه لفن الرسم. وقد ساعد حمل ريشة الرسم ومزج الالوان والرسم على اللوحة تشرشل على التخلص من الكآبة او «الكلب الاسود» كما كان يسميها بنفسه. وقد الهمت مناظر جبال الاطلس والاسواق المغبرة في المغرب، التي كان يحب تشرشل زيارتها طلبا للراحة، الفنان الهاوي وشكلت مادة دائمة لرسوماته. هذا وسيستمر المعرض المشترك «لقاءات في مراكش» لرسومات تشرشل والغلاوي حتى 31 مارس المقبل.