بالمدرج الرئيسي لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات احتضن مسلك العلوم والتقنيات الضريبية الدرس العلمي الأول في موضوع الشرعية الضريبية وحدود بعدها الاجتماعي من إلقاء الأستاذ الدكتور عبد المجيد أسعد نائب رئيس جامعة الحسن الأول -سطات- وأستاذ باحث في المجال الضريبي، حيث افتتح اللقاء بكلمة الدكتور سعيد جفري منسق مسلك العلوم والتقنيات الضريبية الذي أشاد بأهمية المسلك في خلق ثقافة ضريبية من خلال اللقاءات والدروس العلمية التي راكمها المسلك على طول السنة الجامعية من أجل تأهيل الطلبة الباحثين، كما نوه الأستاذ جفري بعمل الدكتور عبد المجيد أسعد الذي يعد منارا للعلم والمعرفة ومرجعا وحجة علمية في أكثر من مجال ضريبي ومالي بالإضافة إلى الإسهامات العلمية والتأطير الأكاديمي، ليفسح المجال أمام الدكتور أسعد الذي ناقش الموضوع من ثلاثة نقط لتحقيق ما يسمى بالشرعية الضريبية والتي تتمثل في احترام القانون والابتعاد عن الشطط في استعمال السلطة وتتمحور النقط الثلاث في: مبدأ قبول الضريبة القانون يفرض على إدارة الضرائب كما يفرض على الملزمين اللجوء إلى المنازعة الضريبية في حالة عدم الاتفاق بين الملزم والإدارة الضريبية وعند تحليل هده النقط أشار الدكتور عبد المجيد أسعد إلى أن مبدأ قبول الضريبة يكون مرتكزا على أساس الرضا انطلاقا من المؤسسة التشريعية التي تمثل الملزمين مع الإشارة للصعوبات التي ترافق هدا المسار على مستوى عجز البرلمان مثل غياب الكفاءات المتكونة على المستوى التقني، صعوبة مواكبة القاعدة القانونية للتعديلات المتتالية، مع الإشادة بإيجابية الدستور الجديد لسنة 2011 الذي أدرجت به قانونية تحديد الضريبة، مع طرح إشكالات صلاحيات الحكومة المحدودة. أما فيما يخص العلاقة القانونية بين الإدارة والملزم فقد تمت الإشارة إلى الرواسب التي خلفها تاريخ الضريبة رغم محاولات الإصلاح، باعتبار الحماية لم تغير الوقائع بل سايرت الأوضاع بغية الابتعاد عن الاصطدام، فالإدارة آنذاك ترى في نفسها الوصية على المجال الضريبي، إلا أن الأوضاع تطورت من خلال محاولة فتح حوار جبائي أصبح يلجأ فيه الملزم للنزاع في الضريبة أمام الإدارة الضريبية، علما بأن نسبة من المنازعات القضائية تحكم لصالح الملزمين مع وجود محامين وإداريين متخصصين في المجال الضريبي، وهذا يدخل في إطار تعزيز الثقة بين الملزم والإدارة الضريبية، وقبل الختام أشاد الدكتور أسعد إلى انه لا يمكن أن نصل إلى عدالة ضريبية دون استحضار البعد الاجتماعي ومبدأ التواصل قد يعزز سياسة القرب، وأي ابتعاد عن الشرعية الضريبة يؤدي إلى سيادة الغش والتهرب الضريبي، فالملزم يود أن يرى المنجزات محققة. وفي الختام أكد الأستاذ المصطفى السعيدي أستاذ التسجيل والتمبر بالمسلك عن أهمية اللقاءات العلمية التي تنظم داخل الجامعة، معتبرا بأن كل المواضيع التي نوقشت داخل مسلك العلوم والتقنيات الضريبية بجامعة الحسن الأول بسطات تسعى إلى تذويب جليد الضرائب من خلال تقريب المفاهيم وتبسيطها للعموم ونشر ثقافة التواصل الجبائي وتشجيع الطلبة على البحث والانفتاح.