انفجار يهز دمشق في جمعة «التدويل مطلبنا» سُمع دويّ انفجار في حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق وشوهدت سيارات الإسعاف وهي تتجه إلى المنطقة، حسبما أفادت وكالة أنباء «رويترز». فيما أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن انفجاراً إرهابياً هز المنطقة وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن دوي انفجارات سمع في دمشق وكفر سوسة ومنطقة الوادي. وأعلنت لجان التنسيق عن سقوط قتيلين صباح أمس في بداية جمعة «إن تنصروا الله ينصركم» أحدهما في حمص والآخر في الزبداني في ريف دمشق. وفي تدمر انشق ثمانية عناصر من الأمن العسكري فرع البادية أثناء حملة الضجيج التي قام بها الأهالي مساء أمس فيما هزت ثلاثة انفجارات كبيرة حي القابون في دمشق ترافقت مع إطلاق رصاص. وكان موكب لجنة المراقبين العرب قد تعرض لإطلاق نار من قبل قوات الأمن السورية الأربعاء الماضي خلال زيارته لمدينة عربين، مما دفع المراقبين لمغادرة الموقع بعد أن التفت حشود من المتظاهرين حول البعثة عندما بدأت قوات الجيش السوري الهجوم بآليات عسكرية وبإطلاق النار صوب المتظاهرين ما اضطر بعثة المراقبين إلى مغادرة مركز المدينة. وفي ذات السياق أعلن متحدث باسم الأممالمتحدة أن خبراء في حقوق الإنسان قد يدربون مراقبين من الجامعة العربية بهدف مساعدتهم في دراسة ظروف القمع الدامي في سوريا. وكان أمر بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا في صلب المباحثات التي أجراها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مع وليد البني عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري. وقال البني إن أمين عام الجامعة أبلغه بعزم الجامعة زيادة عدد بعثة المراقبين أربعين مراقباً بينهم واحد وعشرون عراقيا، وطالب البني المراقبين العرب بالحياد بغض النظر عن مواقف دولهم السياسية مما يجري في سوريا. وأضاف البني أن المجلس لم يرفض أي مراقب بسبب انتمائه إلى جنسية عربية معينة، لكنه طالب بأن يكون المراقبون محايدين في مراقبتهم ومخلصين للجنة والجامعة العربية وليس لحكوماتهم. وكان الجيش السوري الحر قد طالب الجامعة بأخذ قرار بسحب مراقبيها خلال اجتماع السبت إذا ثبت فشل المهمة في حماية المدنيين. وناشد قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد الجامعة بالتنحي جانبا لتفسح المجال أمام الأممالمتحدة الأقدر على حل مثل هذه القضايا على حد تعبيره. وتوالت الدعوات أول أمس الخميس لإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن بعد تأكيد المعارضة السورية «فشل» بعثة المراقبين العرب في وقف القمع الدموي للحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في حين ألمحت قطر إلى احتمال طلب الجامعة العربية مساعدة دولية لتعزيز هذه البعثة. وفيما دعا المحتجون إلى تظاهرات حاشدة أمس الجمعة فيما أطلقوا عليه «التدويل مطلبنا»، تحدث رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني إثر لقائه في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل الأربعاء، عن مساعدة محتملة من الأممالمتحدة للجامعة العربية في إطار بعثة المراقبين مقراً بأنهم ارتكبوا «بعض الأخطاء» بسبب قلة الخبرة. وقال الشيخ حمد: «ناقشنا اليوم مع السكرتير العام تحديداً تلك المشكلة وجئنا إلى هنا للحصول على المساعدة الفنية والوقوف على الخبرة التي تتمتع بها الأممالمتحدة لأنها المرة الأولى التي تشارك فيها جامعة الدول العربية بإرسال مراقبين وثمة بعض الأخطاء». ويترأس رئيس الوزراء القطري اللجنة الوزارية العربية حول سوريا التي ستجتمع الأحد في القاهرة للاطلاع على تقرير رئيس بعثة المراقبين. وأكد الشيخ حمد أن الجامعة العربية ستقرر بعد «تقييم جميع جوانب الوضع» بخصوص «إمكانية استمرار البعثة أم لا؟ وكيف يمكننا مواصلة تلك المهمة؟»، مشدداً على أن «وقف أعمال القتل وسحب القوات وإطلاق سراح المعتقلين والسماح لجميع وسائل الإعلام الدولية بدخول البلاد يقع على عاتق الحكومة السورية» لا الجامعة العربية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية. أمميا أعلن أول أمس المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي أن خبراء في حقوق الإنسان قد يدربون مراقبين من الجامعة العربية لمساعدتهم في عملهم الميداني بسوريا. وأوضح أن الشكل الذي يمكن أن يتخذ هو إجراء تدريب للمراقبين العرب برعاية مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان. وفي السياق نفسه قال عضو المجلس الوطني السوري وليد البني إن المراقبين يفتقرون إلى الخبرة، ويعانون من قلة التجهيز إلى جانب أعدادهم القليلة. وأوضح أنه تباحث مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس بالقاهرة بشأن تقييم عمل البعثة، مشيرا إلى أن مشكلة البعثة تتمثل في قلة عدد أفرادها ومحدودية تجهيزها وخبرتها، مطالبا بتزويدها بالمعدات اللازمة. وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالأزمة السورية الأحد بالقاهرة لمناقشة التقرير الأول لرئيس بعثة المراقبين العرب. وقال مندوب إحدى الدول الأعضاء بالجامعة العربية -طلب عدم نشر اسمه- لرويترز إنه لا يمكن سحب المراقبين مهما كانت محتويات التقرير الأولي.