غادر الوفد السوري المشارك في الاجتماع الوزاري العربي الدوحة دون الرد على الورقة العربية التي قدمت له أمس. ووصف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيس اللجنة العربية الخاصة بسوريا، الورقة التي تسلمها الوفد السوري بأنها جدية. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد قال إن الورقة تتضمن سحب الآليات العسكرية، ووقف العنف فورا وبدء حوار بين النظام ومعارضيه في القاهرة. وأضاف أن الخطة تنص أيضا على «بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة»، مع العلم أن دمشق لم تبد حماسة في السابق لأي حوار خارج أراضيها. ولم يتضح كيف سترد دمشق على المبادرة بعد مغادرة وفدها الدوحة، وقد أكد مصدر مقرب من الوفد السوري أن وزير الخارجية وليد المعلم زار الديوان الأميري القطري والتقى أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. كما أكد مصدر من وفد الأمين العام للجامعة العربية أن العربي غادر الدوحة أيضا. وكان الشيخ حمد بن جاسم قد أكد الليلة الماضية في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية حول الملف السوري أن اللجنة قدمت ورقة لوقف العنف في سوريا وطلبت دمشق مهلة حتى اليوم للرد عليها. كما حذر الشيخ حمد الرئيس السوري بشار الأسد ضمنا من «اللف والدوران» داعيا إلى خطوات ملموسة بسرعة في سوريا لتجنب «عاصفة كبيرة» في المنطقة. وحضر الاجتماع في الدوحة وزراء اللجنة الذين أوفدوا الأربعاء الماضي إلى العاصمة السورية للقاء الرئيس السوري ضمن مهمتهم التي حددتها الجامعة العربية بالعمل على وقف العنف في سوريا والبدء بحوار بين السلطات والمعارضة. وكانت اللجنة الوزارية قد وجهت مساء الجمعة «رسالة عاجلة» إلى الرئيس السوري أعربت فيها عن «امتعاضها لاستمرار عمليات القتل» وطالبت بفعل «ما يلزم لحماية المدنيين». من جهة أخرى نقلت صحيفة القبس الكويتية أمس عن مصادر عربية واسعة الاطلاع أن الوزراء العرب الذين زاروا دمشق الأربعاء الماضي حذروا الرئيس الأسد من إمكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي وتدويلها، وطالبوه بوقف العنف فورا. وكان الأسد قد حذر قبيل اجتماع الدوحة من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى «زلزال» من شأنه أن «يحرق المنطقة بأسرها».