واشنطن تتهم دمشق ب «عدم احترام تعهداتها» وتدعو لتدخل عاجل لمجلس الأمن الدولي أكدت واشنطن أنه حان الوقت لتدخل مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية متهمة دمشق ب»عدم احترام تعهداتها» تجاه الجامعة العربية، وذلك قبيل اجتماع للجنة المتابعة العربية المكلفة بالأزمة السورية سيعقد يوم السبت بالقاهرة، في حين طالبت الأممالمتحدة وأطراف عربية بإعطاء بعثة المراقبين العرب مهلة لتنجز مهامها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «النظام السوري لم يحترم الشروط الواردة في بروتوكول التعاون بين دمشق والجامعة العربية»، مشيرا إلى «استمرار رصاص القناصة وأعمال التعذيب وعمليات القتل». وأضاف في مؤتمر صحفي أنه «آن الأوان لتدخل مجلس الأمن الدولي، نريد أن نرى المجتمع الدولي يتوحد لدعم تطلعات الشعب السوري». وكرر كارني دعوة بلاده المجتمع الدولي إلى البحث في إجراءات جديدة لإرغام النظام على وقف العنف بحق شعبه إذا لم تطبق المبادرة العربية. وفي هذا السياق قالت الخارجية الأميركية إن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية سيصل إلى القاهرة لإجراء محادثات قبل اجتماع وزاري للجامعة العربية يوم السبت دعي إليه لمناقشة الوضع في سوريا. وأضافت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند أن الولاياتالمتحدة قلقة لتقارير تفيد أن قوات عسكرية سورية ترتدي في بعض الحالات زي الشرطة لإخفاء أعمالها، مشيرة إلى أنه «في بعض الحالات يعمد النظام إلى إذاعة تقارير كاذبة بأن المراقبين في الطريق ويخرج المتظاهرون إلى الشوارع، ثم يطلقون النار عليهم». وفي فرنسا دعا الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي. وقال إن على الأسرة الدولية «تحمل مسؤولياتها من خلال إقرار أشد العقوبات والتنديد بالقمع الوشي وضمان منفذ إنساني» و دعا إلى التثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أكمل وجه. أما وزير الخارجية آلان جوبيه فطالب «بتوضيح الظروف التي تجري في ظلها مهمة المراقبين». وتساءل جوبيه «هل يمكنهم فعلا الوصول إلى المعلومات بحرية تامة؟». في المقابل طالب مارتن نزيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بإعطاء بعثة المراقبة العرب ?التي اعتبرها في غاية الأهمية- وقتا كي تنجز مهامها. وأضاف أن المجتمع الدولي طالب لفترة طويلة بدخول مراقبين إلى سوريا للتأكد من التزام الحكومة بوقف إراقة الدماء. عربيا قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إنه تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت للنظر في التقرير الأول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين. وبدوره دعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير في تصريحات للصحفيين إلى «عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين». وفي العاصمة البرتغالية لشبونة أعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن وجود تلك البعثة في سوريا «يبقى مفيدا سياسيا ومعنويا ونفسيا، رغم أنها لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق». وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي قد أكد الاثنين أن هناك إطلاق نار وقناصة في المدن السورية معتبرا هذا «غير مقبول». تأتي هذه التطورات في وقت هدد فيه العقيد رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر» أمس بتصعيد الهجمات ضد الجيش النظامي قائلا إنه غير راض عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين. وأبلغ رويترز أنه «إذا شعرنا أن المراقبين ما زالوا غير جديين في الأيام القليلة المقبلة سنجري نقلة نوعية ومفاجئة» وستمثل تصعيدا كبيرا ضد قوات الأمن. لكن هذا التهديد دفع واشنطن إلى التحذير المتكرر من أن تصعيد العنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة مؤكدة أن «ذلك هو بالضبط ما يريده النظام، أي جعل سوريا أكثر عنفا ليكون لديه ذريعة للانتقام بنفسه». ووثقت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر من 390 شخصا منذ وصول بعثة المراقبين الأسبوع الماضي. إلى ذلك قال المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض إنه سيطرح للنقاش وثيقة متكاملة تخص المرحلة الانتقالية ومعالم سوريا المستقبلية في إطار وطني، وذلك ضمن ما التزم به من مسعى لتوحيد صفوف المعارضة. ورفض بيان صادر عنه أن تكون بعض الأفكار التي طرحت مؤخرا في اجتماع مع هيئة التنسيق الوطني تمثل «وثيقة سياسية». ورأى المكتب في بيانه أن وصفها بذلك يتسم بعدم «الأخلاقية»، لأنها لا تعدو كونها نقاطًا للبحث كان مقررًا أن تقدم مسودة إلى مؤتمر للمعارضة في حال نجاح المبادرة العربية.