ليبرالي مزعوم يكفر التقدم والاشتراكية في برنامج تلفزيوني امتعض كثير من مشاهدي القناة الأولى، الثلاثاء الماضي، لتفاهة الكلام الذي ورد على لسان أحد قياديي حزب الاتحاد الدستوري المشارك في برنامج «قضايا وآراء» الذي يقدمه الزميل عبد الرحمان العدوي، وذلك في حق حزب التقدم والاشتراكية ومناضليه. لم يجد الشخص المذكور ما يستنجد به لتوسل مشاركة حزبه في الحكومة غير إبداء الاستغراب من «تحالف حزب إسلامي نال 107 مقعدا في الانتخابات مع حزب شيوعي يمنع الآذان ويطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث»، ولم ينتبه إلى أنه بمثل هذا الكلام اللامسؤول يكون قد «أفتى» بتكفير كل مناضلات ومناضلي هذا الحزب الذي يقارب عمره السبعين سنة، ويقوم بالتحريض عليهم. مسؤول من قيادة حزب التقدم والاشتراكية عبر للجريدة عن استنكاره لاستهداف حزبه من طرف قيادي الاتحاد الدستوري بهذا الأسلوب الأرعن والمفتقد لكل ذكاء أو رزانة يفترض أن يتحلى بهما كل مسؤول سياسي، كما سخر من صدور مثل هذا الكلام عن حزب يعرف جميع المغاربة طريقة ولادته، ومسار حياته، وواقع دوخته الحالية. المسؤول التقدمي شدد، في الوقت نفسه، على أن حزبه يعتز بتاريخه الوطني والسياسي، وبتميز هويته التقدمية والحداثية، مضيفا أن كل مناضلاته ومناضليه مستمرون في النضال، في مختلف الواجهات، من أجل النهوض بحقوق المرأة، وتعزيز قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في المجتمع، في انسجام كامل مع مطالب شعبنا وواقع بلادنا، كما سيعمل حزبهم، ضمن تحالف الأغلبية، على التنزيل الديمقراطي لمضامين الدستور الجديد، وإعمال ما ورد في «ميثاق الأغلبية»، وتطوير ما تراكم من مكاسب ديمقراطية للنساء المغربيات في السنوات الأخيرة، والسير في اتجاه تمتين مرتكزات المشروع الديمقراطي الحداثي لبلادنا. ولم يفت مسؤول حزب التقدم والاشتراكية أن يستغرب لتعمد حزب يدعي ليبرالية غريبة أن يتمسح هو الآخر بالدين، ويفرض فهمه الخاص والأعرج لأفكار ومواقف الآخرين، ولا يتردد حتى في تخيل مواقف ونسبها تعسفا لحزب، ومحاكمته على ضوء ما نسبه هو إليه. المصدر نفسه لفت إلى أن حزبه لم يكن ممثلا في هذا البرنامج التلفزيوني، ما يمنحه حق الرد لاحقا، كما سجل أن النزول بالحوار السياسي عبر التلفزيون إلى أسفل سافلين، وجعله مرادفا للسباب والشتائم، وللتشنيع بأحزاب وشخصيات، من شأنه أن يزيد من تخلف ممارستنا السياسية، والحيلولة دون جعل المغاربة يتصالحون مع الشأن السياسي الوطني، ومن ثم دعا الأحزاب إلى بذل جهد فكري وسياسي وتواصلي وأخلاقي لجعل مسؤوليها وأطرها في مستوى اللحظة الوطنية وتحدياتها. أما بالنسبة للشخص المقترف لهذه الفضيحة أمام كل مشاهدي التلفزيون، فالقيادي التقدمي أبدى شفقته عليه وعلى الأسلوب الذي اختاره للدفاع عن حزبه، مؤكدا أن الشتائم الأخرى التي كالها لحزب التقدم والاشتراكية لا تستحق الرد أو التعليق، لأنها صادرة عن كيان خلق بطريقة يعرفها المغاربة جيدا، ومن ثم فهو اليوم أمام امتحان كبير ليثبت أولا ذاتيته كحزب حقيقي ومستقل، وثانيا ليقدم للمغاربة هوية منسجمة وفكرا واضحا وخطابا ذا مصداقية، وبعد ذلك ربما يكون مؤهلا لانتقاد الآخرين.