المشروبات الكحولية ترفع نسب الوفيات وتفاقم مشاكل الكبد بين الشباب نبه أطباء وأكاديميون بريطانيون إلى أن المشروبات الكحولية التي تباع في المتاجر الكبيرة بأسعار في متناول الجميع تكلف آلاف الأرواح ويجب أن تكون أغلى بكثير. وحث هؤلاء الخبراء الحكومة على اتخاذ إجراء جريء وقالوا إن السياسات الحالية لا ترقى إلى منع آلاف الوفيات من الأمراض المتعلقة بالخمر كل عام. ويشار إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كان قد تعهد منذ أكثر من عام بوضع حد للخصومات الكبيرة على الخمر لمنع الناس من قتل أنفسهم بمشروبات كحولية رخيصة. وقد منعت الحكومة الائتلافية بالفعل المتاجر الكبيرة من بيع الخمر بأسعار زهيدة لكنها لم تصل إلى حد فرض السعر الأدنى لكل عبوة خمر. وهذا يعني أن العبوة الأكبر ما زال يمكن بيعها بنحو 38 قرشا إنجليزيا وجنيهين لزجاجة النبيذ. وقال أحد المتخصصين إن جعل أقل سعر للعبوة خمسين قرشا يمكن أن ينقذ نحو عشرة آلاف نفس في السنة لكن الحكومة لا تبذل مجهودا كافيا في هذا المجال. وتشير إحصاءات جديدة أعلنت مؤخرا أن ضعف الناس عولجوا في المستشفيات بسبب الخمر مقارنة بعشر سنوات مضت. وتقدر إحدى المنظمات المتخصصة في المجال أن الخمر له علاقة بأكثر من مليون حالة مرضية كل عام ووجود نحو 13 ألف حالة سرطان جديدة ووفاة شخص من كل أربعة أشخاص بين سن 15 و24. وعلى صعيد آخر، تشير إحصاءات الخدمات الطبية البريطانية إلى زيادة كبيرة في أعداد الشباب الذين يعالجون في المستشفيات لمشاكل خطيرة في الكبد بسبب الإفراط في شرب الخمر. وجاءت أكبر زيادة في الفئة العمرية بين 25 و29 سنة، حيث بلغ مجموع الذكور 182 والإناث مائة في الفترة من عام 2003-2002. ومن عام 2010-2009 ارتفع العدد إلى 291 شابا و188 فتاة، أي بزيادة 60% و88% على التوالي. وعلى نحو مماثل ارتفع عدد الذكور في الفئة العمرية من ثلاثين إلى 34 من 558 إلى 873 (56%)، بينما ارتفع في الإناث من 310 إلى 522 (68%)، وهذا يؤكد تحذير الأطباء بأن هناك نزعة مخيفة من ارتفاع الحالات بين الشباب الأصغر سنا. وتشير الإحصاءات إلى أن أعداد الفئات العمرية من 15 إلى 19 سنة كانت أقل بكثير، بزيادة من 4 إلى 8. ويقول أحد الأطباء المختصين في الكبد إن أمراض الكبد الكحولية كانت نادرة بين المراهقين لكنها تزايدت مع تغير عادات الشرب ومن المرجح أن تزداد سوءا. وقال إنه كلما شرب الأطفال في سن مبكرة وكلما أسرفوا في الشرب كلما كانت الفرصة أكبر لإصابتهم بأمراض كبد خطيرة في الكبر. وهناك مرضى كثيرون مصابون الآن بمرض كبدي عضال في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من عمرهم. وتشير الجمعية الطبية البريطانية إلى أن الأرقام المذكورة دليل آخر على أن الحكومة بحاجة لاتخاذ إجراء جاد بشأن سوء استخدام الكحول. وقالت الجمعية إن على الحكومة البريطانية أن تطور إستراتيجية شاملة تعمم على كل إداراتها وتركز على توافر القدرة على تحمل تكاليف وترويج الكحول في المجتمع، وخاصة بين الشباب. وترى بعض الجهات المختصة أن على الحكومة أن تمنع الإعلانات عن الخمر في التلفزيون، وتمنع منتجي الخمور من رعاية الفعاليات الرياضية والثقافية. وكانت دراسة طبية جديدة أجراها مستشار الحكومة البريطانية للأدوية والعقاقير والمخدرات، قد كشفت أن للخمور أضرارا على صحة الإنسان أكثر من تلك الأضرار التي تتسبب بها المواد المخدرة مثل الكوكايين والهيروين لجسم الإنسان. وبينما أشار الخبير الطبي البروفيسور ديفد نات في مقال نشرته دورية لانسيت الطبية إلى الأضرار التي تسببها المخدرات على صحة الفرد والمجتمع، بين أن مضار الخمور تبقى العامل الأهم في تدمير صحة الإنسان، تليها المضار التي تتسبب بها المواد المخدرة الأخرى مثل الكوكايين والهيروين. وتقول الدراسة التي قادها المستشار ديفد نات مع زملاء من اللجنة العلمية المستقلة للمخدرات، إنه إذا تم تصنيف العقاقير وفق درجة الضرر الذي تسببه للإنسان، فإن الخمور تأتي قبل كل من الكوكايين والهيروين والقنب، وأضاف أن الخمور هي أكثر المخدرات خطورة في بريطانيا وأن الكوكايين والهيروين يليانها. وتأتي الدراسة الجديدة لتضيف تحديثات على دراسة سابقة أجراها نات عام 2007، والتي أثارت في حينه جدلا بشأن نتائجها حيث كشفت أن «الخمور والتبغ المسموح بهما بموجب القانون هما أكثر ضررا وخطرا من القنب ومن عقاقير الهلوسة»، حيث جاءت الخمور في الترتيب الخامس أكثر العقاقير خطرا وفق تلك الدراسة. حوالي 3 ملايين شخص يموتون في العالم بسبب الكحول حذرت منظمة الصحة العالمية من أن استهلاك الكحول يؤدي إلى وفاة نحو مليونين ونصف المليون شخص في العالم. وأكدت المنظمة في تقرير جديد لها، يوم الأحد الماضي، حول القضايا الصحية الرئيسية في العالم عام 2011 نشرته على موقعها الالكتروني، أنها وفرت معلومات عن المستويات الوطنية لاستهلاك الكحول لنحو 100 حكومة بما يساعد على إعداد السياسات اتجاه الكحوليات. وأضاف التقرير أن المقاومة للأدوية أصبحت واسعة الانتشار ولم يعد للكثير من حالات العدوى أدوية تحتل الصف الأول من المعالجة، مشيرا إلى دعوة منظمة الصحة العالمية لاتخاذ إجراءات عاجلة وقوية لإبطاء وتيرة انتشار المقاومة للأدوية، وللحد من تأثيراتها في الوقت الراهن، والحفاظ على جوانب التقدّم المحرز لصالح الأجيال القادمة. وقال إنه في كل عام يموت ما يقرب من مليون شخص بسبب العدوى بفيروسات التهاب الكبد كما يموت كل عام ستة وثلاثون مليون شخص بسبب الأمراض غير السارية مثل الأمراض القلبية والسكتة الدماغية والسكري والسرطان والأمراض الرئوية المزمنة ويحدث الكثير من هذه الوفيات بين الناس دون سن الستين من العمر، كما يحدث 90 بالمائة من الوفيات الباكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.