أكدت دراسة أعدتها منظمة الصحة الدولية، أن إفريقيا تعد المنطقة الأضعف في العالم من حيث الاهتمام بعلاج اضطرابات الإدمان، موضحة أن الناس يضطرون إلى تحمل مصاريف العلاج بمفردهم. وجاء في الدراسة أن الخمر مسؤول عن 5,4 بالمائة من الأمراض سنويا بينما المخدرات مسؤولة عن 3,7 من الأمراض. واعتبرت الدراسة المعنونة ب''خارطة استخدام المواد المتاحة لمنع وعلاج الاضطرابات الناجمة عن استخدام المواد الضارة''، بأن الكحول والمخدرات غير المشروعة تؤثر على القدرات العقلية وتؤدي إلى تغيير وظائف المخ، مما يؤثر على الإدراك والوعي. وعلى صعيد الصحة النفسية، تؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية وفقدان الشغل، بالإضافة إلى صعوبة في المشاركة في التعليم والاندماج الاجتماعي. وفيما لم تشر الدراسة إلى تفاصيل الدول أكد تقرير العالمي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن 6,6 في المائة من الشباب ما بين 15 و17 سنة بالمغرب سبق لهم استعمال المخدرات، و4,6 في المائة من هاته الشريحة سبق لها أن استعملت المخدرات السنة الماضية ولو مرة واحدة، و2,9 في المائة استعملوا المخدرات الشهر الماضي. وعلى صعيد آخر أفاد بلاغ لوزارة الصحة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة المخدرات (26 يونيو) الذي يخلد هذه السنة تحت شعار ''معرفة أكبر ومجازفة أقل''، أن 2,8 في المائة من السكان البالغين في المغرب يعانون من إدمان المواد المخدرة. وأضافت دراسة المنظمة الأممية أنه في سنة 2004 وحدها تسببت الخمر في 7,6 بالمائة من الأمراض في صفوف الرجال، و1,4 بالمائة من النساء . وقالت الدراسة إن 16 في المائة من سكان دول أوروبا الشرقية يعانون من اضطرابات استخدام الكحول مقارنة مع نسبة 10 في المائة في بعض دول جنوب شرق آسيا والأمريكيتين في حين بلغت 13 في المائة في دول غرب المحيط الهادي. وأطلقت المنظمة العالمية للصحة ''خريطة الإدمان'' ، ''خلال ندوة دولية حول استخدام العقاقير لعلاج اضطرابات تناول الخمر والمخدرات، جرت يومي الثلاثاء والأربعاء. بالتعاون مع وكالة الصحة في فلنسية الإسبانية ،وتعد أول دراسة عالمية عن تأثيرات الخمر والمخدرات على الإنسانية. وقال الدكتور'' شيخار ساكسينا'' مدير منظمة الصحة العالمية للصحة العقلية وتعاطي المخدرات ''إن الكحول والمخدرات غير المشروعة تضر الملايين من الناس في نواح كثيرة، كأمراض القلب والأوعية الدموية ، أو التهاب الكبد الوبائي فيروس نقص المناعة البشرية ومرض السرطان''. ورصدت الدراسة حجم اهتمام الدول بالأضرار التي يخلقها تناول الخمر والمخدرات، فانطلقت من أن الكحول يقتل 35 شخصا كل عام، والمخدرات غير المشروعة تقتل4 من كل مائة ألف شخص في كل سنة، وتصدرت دول الأمريكيتين برامج العلاج من أضرار الكوكايين، و أوضحت الدراسة أن ثلثي البلدان المرصودة لديها وحدة حكومية مسؤولة عن علاج اضطرابات تعاطي المخدرات ، وأقل من 50 بالمائة لديهم ميزانية لعلاج هذه الاضطرابات. تعد الخريطة الأحدث في مجموعة من الأدوات التي تنتجها منظمة الصحة العالمية لتحسين الوقاية والعلاج من تعاطي المخدرات والصحة النفسية والاضطرابات العصبية الأخرى في البلدان النامية. وخلصت الدراسة إلى حرص المنظمة الدولية على تحسين مستوى خدماتها كما دعت باقي دول العالم إلى تخصيص اعتمادات مالية مجدية لتوفير خدمات فعالة لعلاج اضطرابات تعاطي الكحول والمخدرات وخصوصا المحتاجين . وشملت الدراسة 147 دولة ، تمثل 88 بالمائة من سكان العالم. مع التركيز على الدول ذات الدخل المتوسط والضعيف .