أصدرت المجلة الفلسفية «الأزمنة الحديثة» عددها الثاني وفاء منها لأرواح نخبة من المبدعين ظلت وستظل ذكراهم حية تشهد على خلود الإبداع الذي يتحدى جبروت الموت والعدم، وقريبا جدا من الحرية «في العقيدة والعنف عند سبنوزا». محور تناولتها المجلة في عددها الثاني، مع جملة من المحاور لخصت في عناوين بارزة ، والأبرز في هذا الملف الورقة التمهيدية التي أبدع فيها رئيس تحرير المجلة عبد الله البلغيتي العلوي وزادها إبداعا الأستاذ جان فرانسوا بواريي في ورقة تجول بالقارئ في بحر خصب من المعرفة والفكر. وقد خصصت المجلة ملف هذا العدد لموضوعة «العقيدة و العنف» عبر مقاربات نظرية وكلاسيكية معاصرة وطروحات أنثروبولوجية بالإضافة إلى مساهمات باحثين متميزين أغنوا هذا العدد بأبحاثهم وكتاباتهم. وإلى جانب الورقة التمهيدية، عالج الملف محاور لا تقل إبداعا عن تمهيدها.. نقد العنف محور تم فيه الحديث عن العلاقة بين الحق والعنف والعدالة، الارتباط الوثيق لمفهوم العنف بمفهومي الحق والعدالة، محور ترجمه رئيس تحرير المجلة عن والتربنيامين. يستمر الإبداع الفكري عبر محاور تكتنز في سطورها أفكارا ثاقبة وتحليلا عميقا ودقيقا، المحور الثاني في الملف يعالج إشكالية الدين والخطاب الديني، محور اشتغل على ترجمته حسن العمراني لكاتبه جاك ديريدا. وتطرق المحور الثالث الذي حمل عنوان «في أسباب العنف العلاقة بين العدمية والدين» إلى أسباب العنف، بحيث تساءل كاتبه عن العدوانية التي تقود إلى العنف وهل هي جزء من النظام النفسي والعلائقي المعقد؟ وتطرق إلى علاقة العنف بكل من الحياء والإيديولوجيا والنفاق. وعالج المحور الرابع من الملف إشكالية العنف في الأديان الإبراهيمية، وتطرق كاتب هذا الموضوع الدكتور مصطفى بوهندي إلى دراسة بعض الأمثلة من الكتب المقدسة والقرآن الكريم، وأبحر في هذا المحور ليخلص إلى أهمية الدين في نبد العنف والكراهية. العنف والصراع السياسي، عنوان المحور الخامس الذي شخص فيه كاتبه محمد همام ظاهرة العنف عبر التاريخ، وتحدث عن علاقة العنف بالصراعات السياسية، بالإضافة إلى مكانة العنف في الفكر الإسلامي بالخصوص الحسم في الصراع السياسي. وفي نفس الملف دائما، ركز المحور السادس على علاقة العقيدة بالعنف عند سبينوزا، كما استرسل مصطفى الحسناوي في سرد أفكار وأقوال مفكرين في هذا الإطار، و»قريبا من الحرية» عنوان بارز جعله الكاتب مدخلا للمحور. وتحدثت المجلة في ملفها عن حقيقة الفلسفة والعنف، وكيف تناهض الفلسفة العنف وتشرع للحق في الاختلاف، كما حاول محمد قشيقش تبيين المعنى الذي ساهمت فيه به الفلسفة في نبد العنف والمعنى الذي كانت به دائما ضحيته. واختتم الملف بحوار مع المفكر الفرنسي روني جيرار حول إساءة فهم البعد المؤسس للعنف وحاوره كل من لورانت لينوي و ابي دي تانوران عن المجلة الجديدة «يقينيات». ترجمة عزيز لزرق. واعتبرت المجلة أن الحرص على المزاوجة بين ترجمة بعض النصوص الأساسية وتقديم أبحاث مستجدة تعرض لمسألة العقيدة والعنف بمختلف أبعادها يعبر عن راهنية القضايا والإشكالات المؤسسة لنظام العقيدة بمختلف تجلياتها والمفسرة لنشأة العنف. وتم تقديم ورقة تمهيدية لملف العدد المقبل والذي يحمل عنوان «السياسات التربوية و فلسفة التربية».