أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، لطيفة العبيدة، أن الاشتغال على البحث التربوي أصبح واقعا، وأن وزارة التربية الوطنية التزمت بكل الوعود التي قطعتها من أجل مساندة جميع المبادرات الهادفة إلى تكريس البحث التربوي كنشاط يدخل ضمن الأنشطة اليومية لمختلف الممارسين. وأعربت العبيدة، خلال الملتقى الثاني للبحث التربوي بالرباط والذي اختتمت أشغاله يوم السبت الماضي، عن ارتياحها للإنجازات التي تم تحقيقها في هذا المجال خلال السنة الجارية. وأضافت خلال هذا اللقاء الذي ينظمه قطاع التعليم المدرسي، أن «هذه الإنجازات تعد ثمرة الجهود التي بذلها مختلف المتدخلون»، مشيرة إلى أن القطاع الذي تشرف عليه يدعم كافة المبادرات والأنشطة التي تخصص للبحث البيداغوجي. من جهة أخرى، سجلت العبيدة أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة لقطف ثمار المجهودات المبذولة من طرف مختلف الفاعلين، مركزيا وجهويا وإقليميا، وذلك من خلال تقديم البحوث الأولى التي تم إنجازها من طرف فرق البحث المتخصصة. وأضافت أن تنظيم هذه التظاهرة يندرج في إطار المأسسة العلمية للبحث التربوي بالمنظومة التربوية الوطنية وتفعيل مكونات البرنامج الاستعجالي الهادفة إلى الارتقاء بالنموذج التربوي المغربي والنهوض به. وأعلنت العبيدة، في هذا السياق، عن الانتهاء من وضع الهياكل على المستوى المركزي واستقطاب الكفاءات الضرورية للسهر على تدبير جميع العمليات المرتبطة به، وإرساء المختبرات الجهوية للبحث التربوي داخل المراكز الجهوية للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي التابعة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. واستعرضت العبيدة اللقاءات التشاورية التي جمعت بين مسؤولي القطاع المدرسي والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، من أجل بلورة صيغ للعمل المشترك بين المؤسستين في إطار اتفاقيات للشراكة يتم من خلالها تسخير الخبرة والإمكانيات المادية والبشرية والمؤسساتية لهذه المؤسسة، مذكرة أن المختبرات الجهوية للبحث التربوي بمختلف الأكاديميات تشرف حاليا على تنظيم وإنجاز برامج تكوينية لفائدة فرق البحث بتأطير من هؤلاء المكونين. من جهته، أكد مدير البرامج المدرسية والوحدة المركزية للبحث التابعة لوزارة التربية، فؤاد شفيقي، أن 103 بحثا تم التوصل بها لحد الآن، موضحا أن 75 في المئة تم الانتهاء من إنجازها وتشمل مختلف المجالات التربوية من مناهج وحياة مدرسية وتكوين مستمر وأساسي للأطر التربوية والإدارية وتيكنولوجيا الإعلام والتواصل والتقويم التربوي. وأعلن أيضا عن إحداث لجنة مكلفة بتتبع مسلسل هذه الأبحاث وإصدار مجلة فكرية مخصصة للبحث البيداغوجي قريبا. وعرفت هذه التظاهرة، التي نظمتها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، مشاركة العديد من الخبراء المغاربة والأجانب. ويتوخى اللقاء الثاني حول البحث التربوي، الذي تواصلت أشغاله على مدى يومين بالأساس، إثارة النقاش حول الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالبحث التربوي والتعرف على المستجدات في المجال على المستوى الدولي.