بمواكبة إصرار الشعوب على الحرية وإصلاح المنظومة الإعلامية طالب اتحاد الصحفيين العرب، كافة الحكومات العربية، بسرعة رفع القيود عن حرية الصحافة وإسقاط عقوبات التوقيف والحبس في قضايا النشر وتعديل البنية القانونية لمهنة الصحافة، التي لم تعد تواكب إصرار الشعوب العربية على حقها في ممارسة حرية التعبير. جاء ذلك في البيان الختامي للاتحاد، للأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب، المجتمع في بغداد على امتداد يومي 17، 18 ديسمبر عام 2011. وقد شاركت في الاجتماع وفود عن نقابات الصحافيين في 18 بلدا عربيا، ومثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفد يضم رئيسها، يونس مجاهد وكاتبها العام، محمد السراج، و عضو المكتب التنفيذي، زهير الداودي. كما طالب الاتحاد الحكومات بسرعة إصدار قوانين للمعلومات تتيح للصحفيين حق الحصول على المعلومات من مصادرها الأساسية في يسر ودون تعقيدات تهدف إلى إخفاء الحقائق، وتعاقب كل الذين يمتنعون عن تقديم المعلومات ما لم تمس الأمن القومي. وعبر عن أمله في أن تعزز ثورات الربيع العربي الحريات الشخصية والعامة، وتأكيد حقوق المواطنة دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو الدين، وتداول السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، واحترام نتائج الانتخابات باعتبارها تعبيراً عن إرادة الأمة السياسية، والالتزام بحقوق الإنسان العربي وإعلاء كرامته، والعمل على وأد الفتن الطائفية ومحاولات تمزيق الجبهات الداخلية، واعتبار حرية التعبير خطا أحمر لا يجوز تجاوزه وإشراك كل فئات الشعب المختلفة في دول التحول الديمقراطي وحذر أيضا من سطوة بعض القوى التي تريد أن تفرض وصايتها على المجموع الوطني، وتسعى للتفرد بالسلطة، وتعطى لنفسها الحق في تكميم الأفواه أو المساس بالحريات العامة والشخصية، أو تتجرأ على حرية التعبير بهدف تقييد حرية الرأي والصحافة. كما نبه إلى خطورة تفشى ظاهرة التمويل الأجنبي لعدد من مؤسسات المجتمع المدني، وطالب كافة القوى السياسية والحزبية بالشفافية الكاملة في كل ما يخص مصادر التمويل الخارجي في العمل السياسي. ودعا الحكومة السورية إلى الاستجابة للمبادرة العربية، حرصا على حل عربي للمشكلة السورية، وسحب القوات العسكرية خارج المدن ووقف عمليات القتل المتبادل والإفراج عن المعتقلين، كما طالب الاتحاد السلطات السورية بالسماح للصحفيين بممارسة مهامهم وعدم تعريضهم لأى من الإيذاء الجسدي والمهني أو المساس بحرياتهم، كما يدعو إلى إجراء حوار رشيد بين الحكم والمعارضة يؤدى إلى تغيير حقيقي، يضمن تحولاً ديمقراطياً حقيقيا وانتخابات نزيهة، والقبول بتعددية متكافئة لكافة القوى السياسية، وأكد الاتحاد رفضه القاطع لأية تدخلات خارجية، ولمحاولات تدويل القضية مشددا على حتمية الحل العربي. وحذر الإتحاد الأمة العربية من خطورة إهمال القضية الفلسطينية، في ظل انشغال معظم الدول العربية بأحداث الربيع العربي وأصدائها على المجتمعات العربية، وأدان كل صور العدوان الإسرائيلي في الضفة والقدس، ونبه الجميع إلى كثافة الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة على أراضي الفلسطينيين وشراهة التوسع في عمليات بناء المستوطنات. وأدان الانتهاكات والاعتداءات التي يمارسها جهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس لحقوق الصحفيين في القطاع والتي تشمل الاعتقال والاحتجاز والتهديد والمنع من النشر وإغلاق العشرات من المؤسسات الإعلامية في القطاع، وإهدار حق الصحفيين الفلسطينيين في وجود نقابة واحدة تمثلهم وإغلاق مقر النقابة في غزة. كما استنكر مواصلة الأجهزة الأمنية في الضفة انتهاكاتها لحقوق الصحفيين رغم تعهدات السلطة الوطنية الفلسطينية بمعالجة أية تجاوزات تقع ضد الصحفيين في الضفة.