تنظيم المجال وتهيئة وفتح مناطق جديدة مؤهلة للتعمير وتثمين مختلف العوامل والقطاعات لتحقيق التنمية تميزت سنة 2011 بتقديم رؤية تنمية الحسيمة الكبرى ومواصلة مسلسل تأهيل مدن ومراكز الإقليم. وتروم هذه الرؤية التي قدمت أمام جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للإقليم تنظيم المجال وتهيئة وفتح مناطق جديدة مؤهلة للتعمير، وكذا تجنب تهيئة مناطق أخرى معرضة للمخاطر وتثمين وتدعيم مختلف العوامل والقطاعات الكفيلة بتحقيق التنمية (السياحة، السكن، النقل، الخدمات، جاذبية المجال)، وتهيئة فضاءات استقبال متناسقة وجذابة لاستقطاب المستثمرين المغاربة والأجانب والقيام بعمليات تسويق الإقليم كوجهة للاستثمار. وعرف إقليمالحسيمة خلال هذه السنة أيضا تدشين جلالته للعديد من المشاريع التنموية شملت البنيات التحتية وتعزيز القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية استفادت منها مدينتا الحسيمة وامزورن ومركز سيدي بوعفيف والجماعتين القرويتين ايت قمرة وازمورن. هكذا، تميزت السنة الحالية بتدشين مركب تجاري بحي ميرادور يضم 826 محل بكلفة بلغت 76 مليون درهم، ويندرج هذا المشروع في إطار البرنامج التكميلي للتأهيل الحضري لمدينة الحسيمة 2012-2010. كما تم تدشين نقطة مجهزة لتفريغ المنتوج السمكي بدوار إنوارن بالجماعة القروية إزمزورن، بكلفة 38 مليون درهم, وإعطاء انطلاقة أشغال بناء حاجز وقائي رصد له غلاف مالي يبلغ 80 مليون درهم. ويهدف هذا المشروع، الذي تم إنجازه بتمويل كامل من وزارة الفلاحة والصيد البحري، إلى تحسين ظروف عيش الصيادين عن طريق التسويق على مستوى سوق سمك منظم، وضمان تثمين أفضل للمنتوج السمكي. وبخصوص قطاع التطهير السائل تم تدشين مشروع توسيع وتأهيل محطة تصفية المياه العادمة بالحسيمة بكلفة تبلغ 120 مليون درهم لتلبية حاجيات 127 ألف نسمة في أفق 2025، كما سيمكن هذا المشروع توسيع محطة المعالجة وتأهيل تجهيزاتها وبالتالي مضاعفة القدرة الإجمالية الحالية لمعالجة المياه العادمة، وذلك برفعها من 4800 متر مكعب إلى 9600 متر مكعب في اليوم. ومن أجل استقطاب الاستثمارات وخلق مناصب الشغل شهدت هذه السنة تدشين الشطر الأول من منطقة الأنشطة الاقتصادية بجماعة آيت قمرة الذي تمت تهيئته باستثمارات إجمالية تصل إلى 170 مليون درهم. وسيمكن هذا المشروع من استقطاب استثمارات بقيمة 1,35 مليار درهم وخلق 3000 منصب شغل منها 2000 بشكل مباشر. ومن أجل تعزيز الشبكة الطرقية بالإقليم انطلقت خلال هذه السنة أشغال بناء الطريق السريع تازة - الحسيمة على طول 148 كيلومتر بتكلفة قدرها 2,5 مليار درهم. ويشمل هذا المشروع الذي سيتم إنجازه على مدى أربع سنوات، تثنية الطريق الجهوية رقم505 والطريق الوطنية رقم2 وترميم نحو 36 قنطرة وتثنية 12 أخرى. كما سيساهم هذا المشروع في تحفيز شروط السلامة الطرقية والنقل بين تازةوالحسيمة وتقليص المدة الزمنية بين فاسوالحسيمة وتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية للإقليم بفضل تطوير نقل السلع. وتميزت هذه السنة أيضا بتوقيع اتفاقية لإنجاز البرنامج المندمج للتأهيل الحضري لبلدية إمزورن خلال الفترة 2011-2014 الذي تفوق كلفته 581 مليون درهم، من أجل التصدي للخصاص في تجهيزات القرب والربط بشبكات الماء الصالح للشرب وتقوية شبكة الإنارة العمومية والتطهير وإصلاح الأزقة وبناء تجهيزات مهيكلة للقرب وتحسين الواجهات وإعادة تأهيل المنطقة الصناعية. ويتضمن هذا البرنامج أيضا سلسلة من التدابير تشمل إعداد رؤية إستراتيجية متوسطة المدى تتمحور حول إدماج جزء من المنطقة المسقية (150 هكتار) في المدار الحضري، وإعداد مخطط تهيئة قطاعي لهذه المنطقة المدمجة بهدف ضمان تنمية حضرية متناسقة للمدينة، وسد العجز في التجهيزات وتخفيف اكتظاظ النسيج الحضري وتسهيل حركة النقل والتنقل. وفي قطاع التربية والتكوين تم وضع الحجر الأساس لبناء كلية العلوم والتقنيات ب 55 مليون درهم، كما تم تدشين الإقامة الجامعية للمدرسة الوطنية العليا للعلوم التطبيقية بمركز سيدي بوعفيف التي تم تشييدها بكلفة تبلغ 30 مليون درهم. فبالنسبة للمشاريع الاجتماعية، تميزت هذه السنة أيضا بتدشين الشطر الأول من مركب سكني تنجزه مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بكلفة تبلغ 140 مليون درهم، ويتضمن هذا المشروع الذي شيد على مساحة ثلاثة هكتارات حوالي 288 شقة. ومن أجل تعزيز البنية التحتية الرياضية للقرب تم تدشين حلبة لألعاب القوى بالجماعة القروية آيت قمرة بغلاف مالي يبلغ 19,5 مليون درهم، ويندرج هذا المشروع الذي أقيم على مساحة 3,3 هكتار في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل وتقوية التجهيزات الرياضية بإقليمالحسيمة والنهوض برياضة ألعاب القوى بالجهة في إطار سياسة القرب.