أكد المندوب السامي للتخطيط أحمد لحليمي علمي، أول أمس الخميس، على ضرورة أن تظل نتائج الإحصاءات ودراسات الظرفية الاقتصادية ومقاربة السياسات العامة والتوقعات «ملكا عاما» في متناول جميع المواطنين. وأوضح لحليمي في كلمة لدى افتتاح ندوة دولية عقدت بمناسبة الذكرى الخمسين للمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي أنه «عندما يوجد هناك إحصاء مستقل يتوافق مع المعايير المعتمدة من قبل المجتمع الدولي، فإنه يشكل عاملا لدمقرطة المجتمع ومقياسا لمستوى نضجه». وقال إن المؤشرات الإحصائية الموضوعة في «إطار مستقل» والتي تقدم مقياسا موضوعيا للواقع الاقتصادي والاجتماعي وانعكاساته على شروط حياة ورفاه المواطنين، يمكن أن توفر لصانعي القرار السياسي توضيحا مفيدا حول السياسات العمومية وأداة للمواطنين لتقييم مدى ملاءمة تلك السياسات. واعتبر لحليمي في هذه الندوة المنظمة تحت شعار «تقييم دور الإحصاءات في سياق وطني ودولي متغير» أن التحولات التي تواجه العالم حاليا لم تمنع من الإحصاء من لعب دوره الرئيسي وتكييف مفاهيمه وأساليبه لمواجهة الإشكاليات الاجتماعية الجديدة التي يواجهها». ومن جهته أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، محمد حوراني أن المغرب يتوفر على عدة مراصد نشطة في مجالات مختلفة تسعى إلى جمع معلومات موثوقة وذات مصداقية تعتبر ضرورية في مجال اختيار وتحديد استراتيجيات الاستثمار. أما وزير الدولة المكلف بالصناعة التقليدية أنيس بيرو فذكر أن المعهد الوطني للإحصاء التطبيقي، الذي يحتفل بذكراه الخمسين تمكن من فرض نفسه داخل النسيج التربوي الوطني والتكيف مع التغيرات الوطنية والدولية في مجال تكوين الكفاءات المتخصصة في مجال الإحصاء. ومن جانبها، أشارت الممثلة المقيمة للبنك الإفريقي للتنمية في المغرب، أماني أبو زيد، إلى أنه ينبغي أن تستوفي الإحصاءات الجيدة «معايير الدقة، والملاءمة، والنزاهة لتلبية احتياجات مستخدمي البيانات». واعتبرت أن حكامة الأنظمة الإحصائية الوطنية تتمثل في تحديد سبل ووسائل الاستجابة للطلبات المتزايدة، مع ضمان الثقة في الإحصاءات الرسمية الوطنية، حتى في الوقت الذي تظل فيه أحيانا الموارد البشرية والمالية محدودة». إصدار طابع بريدي بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 50 للمعهد وفي إطار الاحتفال بالذكرى ال 50 للمعهد أصدر بريد المغرب طابعا بريديا خاصا بهذه الذكرى. وأبرز المدير العام بالنيابة لمدير بريد المغرب جمال شعراني أن المؤسسة تروم بهذا الإصدار الاحتفاء بالمعهد وخريجيه، والإشادة بمساهمته في بناء مجتمع المعرفة، والاقتصاد والتكنولوجيا في المملكة. وشارك في هذه الندوة، التي استمرت يومين،، عدد من الخبراء والأكاديميين والجامعيين مغاربة وأجانب فضلا عن ممثلي الإدارة والمقاولات والمجتمع المدني. وتمحورت الندوة حول الإحصاء في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وكذا تبادل الخبرة في مجال التكوين ونتائج الإحصاءات بين معاهد الإحصاء ببلدان إفريقيا وأمريكا وآسيا وأوروبا.