خلد المغرب اليوم العالمي للإحصاء الذي يصادف 20 أكتوبر 2010، وتشكل هذه التظاهرة التي تقرر الاحتفال بها دوليا من طرف هيأة الأممالمتحدة تحث شعار«الاحتفال بالانجازات العديدة الرسمية» مناسبة لاستعراض أهم ما عرفه النظام الإحصائي الوطني من تطور خاصة خلال العقد الأخير ومواصلة التفكير حول أفاق تطوره والتعريف بقيم ومجالات استعمال الإحصائيات الرسمية. تميز اللقاء الذي نظمته المندوبية السامية للتخطيط حول موضوع «في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إحصائيات بمعايير دولية» يوم أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط والذي حضرته شخصيات حكومية وبرلمانية بارزة، وممثلين عن مؤسسات وطنية ودولية ومنظمات مهنية عن المجتمع المدني والوسط الجامعي، بالرسالة الملكية التي ألقاها أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط. ودعت الرسالة الملكية الحكومة للقيام بإعداد إطار قانوني يتعلق بالإحصاءات والبحوث والدراسات الإحصائية مع ما تقتضيه من تدابير تشريعية وتنظيمية تهم المجلس الوطني للمعلومة الإحصائية وإحداث وتحيين دليل المقاولات وفروعها، ونظام تعريفها، وذلك من أجل استكمال المقومات القانونية والمؤسساتية للنظام المغربي للإحصاء. كما طالبت جميع المشاركين في هذه الندوة العلمية ومختلف الأنشطة عبر أرجاء المملكة لجعلها وقفات تقييمية متميزة لما حققه علم الإحصاء من تقدم سواء على مستوى المفاهيم والمناهج، أو على مستوى الملاءمة والتكيف من انتظارات المهتمين والفاعلين العموميين والخواص، معتبرة أن الإحصاء قد أصبح في عالم مطبوع بشتى التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، أداة مرجعية في تنوير صناع القرار في تحديد واختيار برامج التنمية والمستهدفين منها، من فئات اجتماعية ومناطق جغرافية. واعتبرت أن الإحصاء آلية منهجية لا غنى عنها لتقييم السياسات العمومية وما تقتضيه من مراجعة عند الاقتضاء بل أن ما يضطلع به الإحصاء اليوم، من مهام، يجعل منه خدمة عمومية حقيقية اتخذت بحكم عولمة الاقتصاد والقيم، أبعادا دولية، داعية إلى الحرص على دقة مفاهيمه وشفافية مناهجه، والتوزيع الأوسع لنتائجه، مع التزام باحترام المعايير والمناهج المعتمدة من طرف المنظمات الجهوية والدولية المختصة. وتدخل في افتتاح هذه الندوة العلمية على التوالي كل من عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب في موضوع «الإحصائيات أداة أساسية لضمان الحكامة الجيدة»، والشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، حول «الإحصائيات والتنمية البشرية»، ثم عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، في موضوع «الإحصائيات الفلاحية أداة لتدبير مخطط المغرب الأخضر»، وعبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات، في موضوع «الإحصائيات في مجال المياه والغابات»، بالإضافة إلى عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، الذي قدم مداخلة حول «الدور المركزي لنظام المعلومات الإحصائية في إنجاز المهام الأساسية لبنك المغرب»، وأخيرا محمد حوراني، رئيس الكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب، الذي تطرق لأهمية الإحصائيات في خدمة المقاولة.